بروكسيل، القدسالمحتلة، رام الله، واشنطن - رويترز، أ ف ب - وجهت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت ليل الثلثاء رداً سريعاً على إعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في اليوم نفسه، انه لن ينفذ انسحاباً تعهد به من مناطق في الضفة الغربية الاسبوع المقبل. وقالت اولبرايت للصحافيين في بروكسيل "ان من المهم ان يفي الفلسطينيون بالتزاماتهم لجهة مراعاة الوضع الأمني... ومن المهم أيضاً ألا يضيف الاسرائيليون شروطاً". وكان المبعوث الأميركي الخاص دنيس روس الذي عاد الى المنطقة الثلثاء قد دعا الى وقف العنف. وصرح للصحافيين بعد اجتماع مع نتانياهو: "إذا كانت هناك خلافات فإن مكان مناقشتها هو حول الطاولة وليس في الشوارع، إذ ليس ثمة مكان للعنف في هذه العملية" السلمية. واعلن روس في ختام لقاء مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله مساء الثلثاء ان الولاياتالمتحدة تريد "التأكد من تنفيذ اتفاق" واي ريفر. وقال روس للصحافيين في ختام الاجتماع الذي استمر ثلاث ساعات "ناقشنا المسائل الواردة في الاتفاق وبشكل شامل. وسنبذل كل ما في وسعنا للتأكد من ان الاتفاق سينفذ ومن ان الجانبين سيوفيان بالتزاماتهما لان هذا هو المبدأ الرئيسي الذي اتفق عليه في مذكرة واي ريفر وهو مبدأ التبادلية". واضاف: "لقد استمعت الى التحفظات الاسرائيلية على الجانب الفلسطيني وكذلك تحفظات الفلسطينيين على اسرائيل. وما نسعى اليه هو التأكد من ان كل عناصر اتفاق واي ريفر سوف تنفذ من الجانبين". واكد رئيس الوفد الفلسطيني للمفاوضات مع اسرائيل صائب عريقات من جهته ان الفلسطينيين "سيلتزمون بما تم الاتفاق عليه ووفق الجدول الزمني المقرر"، آملاً في "ان يقوم الجانب الاسرائيلي بتنفيذ ما وقع عليه بدقة". وقال روس بعد اجتماعه مع عرفات ان الرئيس بيل كلينتون سيركز خلال زيارته للمنطقة "على أفضل السبل لتنفيذ الاتفاق في كل جوانبه وأفضل السبل للسير قدماً". وقالت اولبرايت ان الرئيس كلينتون سيقوم برحلته الى المنطقة في الفترة 12 - 15 كانون الأول ديسمبر الجاري برغم التعقيدات التي تلقي بظلالها على الرحلة التي قالت انها جزء من اتفاق واي ريفر. واتهم نبيل ابو ردينة معاون عرفات اسرائيل بتعمد خلق أزمة قبل زيارة كلينتون بالتهديد بعدم تنفيذ إعادة الانتشار وعدم الافراج عن السجناء السياسيين. وأغضبت اسرائيل الفلسطينيين عندما ضمت سجناء جنائيين الى الدفعة الأولى من المعتقلين الفلسطينيين الذين اطلقتهم الشهر الماضي. وبدا روس مؤيداً لاسرائيل في مسألة السجناء وقال للصحافيين ان "رئيس الوزراء يفعل في الواقع في هذه المسألة ما قال انه سيفعله". وجمدت حكومة نتانياهو اتفاق السلام الاسبوع الماضي بسبب ما قالت انه انتهاكات فلسطينية لاتفاق واي ريفر. ويقضي اتفاق واي ريفر الذي وقع في البيت الابيض في 23 من تشرين الاول اكتوبر بأن تنقل اسرائيل خمسة في المئة اخرى من أراضي الضف الغربية الى الفلسطينيين بحلول الثامن عشر من كانون الاول ديسمبر الجاري. ونفذت اسرائيل المرحلة الاولى من الانسحاب في أواخر تشرين الثاني نوفمبر عملا بالاتفاق الذي ينص على الانسحاب من 13 في المئة من الضفة الغربية على ثلاث مراحل خلال ثلاثة اشهر. وقبل اربعة ايام من زيارة كلينتون مساء السبت المقبل يواجه نتانياهو ازمة بسبب تمزقه بين المتشددين في ائتلافه الذين يريدون منعه من التخلي عن مزيد من الارض للفلسطينيين، ونواب المعارضة الذين يصرون على ان يمضي قدماً. وحصل نتانياهو أول من امس على هدنة من القتال داخل البرلمان من اجل البقاء، لكنه ما زال يواجه اقتراعا على حجب الثقة بعد زيارة كلينتون مما قد يعجل بالانتخابات لتجرى اوائل العام المقبل بدلاً من أواخر عام 2000. وأعرب روس ايضاً عن ثقته في أن الفلسطينيين سيلغون خلال اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني الذي سيحضره الرئيس كلينتون الاثنين المقبل فقرات من الميثاق الفلسطيني تدعو الى تدمير دولة اسرائيل. وتعهد نتانياهو بألا يسلم المزيد من الأراضي الى الفلسطينيين الا إذا صوت المجلس الوطني الفلسطيني رسمياً الثلثاء المقبل على الغاء الفقرات. ورداً على سؤال عما إذا كان التصويت سيجرى قال روس: "ستكون هناك اجراءات تجعلها لاغية بشكل لا يحتمل الخطأ أو اللبس". وفي واشنطن قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ستزور الاردن في الخامس عشر من الشهر الجاري بعد ان ترافق الرئيس كلينتون في زيارته لاسرائيل وقطاع غزة الفلسطيني.