بيروت - "الحياة"، القدسالمحتلة - أ.ف.ب. - تواصلت حال الإرباك الذي تعيشه القيادتان السياسية والعسكرية في إسرائيل نتيجة عمليات المقاومة الإسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" في جنوبلبنان، في وقت إعتبرت سورية التهديدات الإسرائيلية للبنان محاولة لإرباك مسيرة العهد الجديد. ودعا رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي الجنرال شاوول موفاز الإسرائيليين إلى "الإحتفاظ برباطة الجأش والهدوء"، وقال "يجب ألا نفقد أعصابنا. فالشعب والجيش شهدا في الماضي أياماً عصيبة كهذه ولا بد من التحلّي بضبط النفس وعلينا أن نظهر بمظهر الأقوياء طالما أننا موجودون في لبنان". وأضاف أن قواته "ستحاول الحدّ من خسائرها في لبنان ولكن لا أحد يستطيع أن يضمن عدم وقوع ضحايا في صفوف العسكريين"، مستبعداً "حدوث إنسحاب منفرد"، واصفاً هذا الخيار بأنه "رهان محفوف بالمخاطر". ولفت إلى أن "من يبحث عن حل سهل يجب أن يتذكر أنه لا توجد حلول سحرية، مثل هذا النوع من المعارك يحسم بالنقاط". وقال أن "وجودنا في جنوبلبنانينبع من رغبة في توفير الأمن وأن أي بديل آخر في مثل هذا الوقت يبدو أسوأ وأخطر وقد يؤدي إلى ضحايا بين الجنود الإسرائيليين، وبالطبع بين سكان الشمال لكن محاربة "حزب الله" لها ثمن". واستدعى هذا الوضع من قوات الإحتلال تعزيز مواقعها بالعدة والعتاد داخل المنطقة المحتلة وتحذير جنودها من التجوّل والبقاء داخل المواقع المحصّنة. إلى ذلك، أشار المراقبون العسكريون أمس إلى أن الجيش الإسرائيلي يشعر بالعجز أمام العبوات الناسفة التي يزرعها "حزب الله" وتحصد العديد من القتلى في صفوف القوات الإسرائيلية. وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية أن أربعة عسكريين قتلوا خلال 24 ساعة هذا الأسبوع في انفجار هذه العبوات التي خبّئت إحداها في شجرة بارتفاع جسم الإنسان وتم تفجيرها من بعد. واعتبر المعلّق العسكري للتلفزيون الإسرائيلي أن "حزب الله" إكتشف نقطة الضعف في الجيش الإسرائىلي. فقد اعترف مسؤول في القيادة العامة، نقلت الإذاعة تصريحاته، أن العسكريين الإسرائيليين لم يتمكنوا بعد من العثور على ردّ على هذه العبوات. وفي تصريح للإذاعة الإسرائيلية حذّر رئىس إتحاد رؤساء بلديات المستوطنات الشمالية شلومو بوهبوت من مغبة الإنسحاب المنفرد. وقال "ان مدننا ستتعرض لهجمات بالقذائف الصاروخية مما سيحوّل حياتنا إلى جحيم". وندّدت سورية عبر صحفها أمس بتهديدات إسرائيل "الوقحة ضد لبنان". واتهمت صحيفة "الثورة" إسرائيل بالسعي لإرباك مسيرة "الرئيس اللبناني إميل لحود ومنع من تنفيذ استراتيجيته السياسية". وأكدت أن سورية "ستقدّم كل ما تملكه من دعم للبنان وأن لا أحد يستطيع عرقلة خطوات لحود في مهمته الوطنية". وأوضحت أنه "لم تمضِ أكثر من خمسة أيام على الخطاب الشامل الذي ألقاه الرئىس لحود حتى بدأت التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان وهي تهديدات تضج بالوقاحة والتحدي للعالم وقراراته وتستهتر بكل الأعراف". وأضافت "أن لحود يدرك ذلك جيداً وأن التصعيد لن يعيقه عن أداء واجبه الوطني مستنداً إلى دعم كل لبنان بكل فئاته وإلى دعم سوري كامل كي ينجز مهماته الوطنية وينفذ إلتزاماته". وأكدت صحيفة "تشرين" أن "الإحتلال الإسرائيلي في ورطة حقيقية. وأن مزاعم نتانياهو عن توفير الأمن للإسرائيليين مع الإحتفاظ بالأراضي العربية، مجرد أوهام تغذّيها مخيّلة مريضة". واعتبر وزير الخارجية اللبنانية فارس بويز أن موضوع الضمانات الأمنية التي تطلبها إسرائيل من حكومة لبنان لا يهدف إلا إلى جرّ لبنان للخروج عن إطار القرار الرقم 425 والدخول في مفاوضات تنسفه. وأكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "أي إستهداف للمدنيين أو للبنية التحتية في لبنان سيجعل المستوطنات عرضة للخطر المباشر وسيقابل بردّ لن تكون معه إسرائيل مرتاحة أو مطمئنة". وأضاف في تصريح إذاعي "نحن لا نتوقع أن يقدم العدو الإسرائيلي على خيار العدوان العسكري الواسع على لبنان وإن كنا في حال إستعداد لأي خيار يختاره لأننا بنينا وضعنا وقاعدتنا وإمكاناتنا على قاعدة مواجهة أسوأ الإحتمالات". وأكد أن "ليس أمام العدو إلا خيار واحد هو الإنسحاب من دون قيد أو شرط، ولا يمكن القبول بمفاوضات أو ترتيبات أمنية". وفي الوضع الميداني أغارت طائرات حربية اسرائيلية فجراً على جبل الكبير الواقع بين بلدتي صديقين وجبال البطم في القطاع الغربي ملقية صاروخين جو - أرض. فيما قصفت مدفعية الاحتلال بلدات عدة في الجنوب والبقاع الغربي بنحو مئة قذيفة من عياري 155ملم و120ملم. وفي المقابل أعلنت المقاومة الإسلامية، الجناح العسكري ل"حزب الله" في بيان "أن مجموعة منها استهدفت قوتين اسرائيليتين استقدمتها لسحب دبابة ال"ميركافا" المدمرة من جراء العملية الأخيرة في محيط موقع بلاط ومنعهما من تحقيق أهدافهما". الى ذلك قالت إذاعة صوت "الجنوب" الناطقة بإسم "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لإسرائيل ان الجيش الإسرائيلي طلب من السكان وخصوصاً من الرعاة عدم التجول في لمناطق التي ستستهدف بالقصف وحددت في محيط قرى قبريخا ومجدل سلم وشقرا والغندورية وفرون وطلوسة وجبشيت ومركبا وحولا. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الإذاعة قولها ان الجيش الإسرائيلي لم يعط تفاصيل عن موعد هذا القصف الذي قالت أنه يأتي في اطار الرد على مقتل الجنوب الإسرائيليين. على صعيد آخر، فرّ العنصر من "الجنوبي" أسعد صولي مع عائلته من داخل "الشريط" المحتل إلى المنطقة المحرّرة، وسلّم نفسه إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية