كشفت مصادر في الاستخبارات الاسرائيلية عن تنظيم لحركة المقاومة الاسلامية حماس يعمل من داخل احد سجون الاحتلال يضم مجموعة من الأسرى من ذوي الاحكام العالية اصدر اعضاؤها توجيهات بتنفيذ عمليات عسكرية ضد اهداف اسرائيلية. وتم اكتشاف هذه المجموعة بعد عثور الاجهزة الأمنية الاسرائيلية على "وثائق الارشيف الميداني" لكتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، بحوزة عادل عوض الله احد القادة العسكريين لهذه الكتائب الذي اغتالته في العاشر من شهر ايلول سبتمبر الماضي. وقال ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان الوثائق المكتشفة ساعدت المخابرات الاسرائيلية في التعرف على شبكة معقدة لحركة "حماس" واحباط خطط لعمليات منها وضع خمس سيارات مفخخة في وقت واحد في المدن الكبرى وتهديد اسرائيل بتفجيرها اذا لم يتم الافراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في سجونها واختطاف الوزير الاسرائيلي رفائيل ايتان ورئيس بلدية حيفا قائد الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية سابقاً عميرام متسناع ورئيس بلدية القدس ايهود اولمرت و"قائمة طويلة من ضباط الجيش الاسرائيلي الكبار" من اجل المساومة عليهم. ومعلوم ان هناك 3500 سجين فلسطيني في السجون الاسرائيلية يمضي نحو 500 منهم احكاماً بالسجن المؤبد. وقالت مصادر صحافية اسرائيلية ان "الهيئة التنفيذية" للعمليات التي خطط لها القائد العسكري عادل عوض الله كانت في سجن عسقلان المركزي وتضم 11 سجيناً من حركة "حماس" حكم على غالبيتهم بالسجن المؤبد. وتلقت هذه الهيئة تعليمات من عوض الله وحولتها للتنفيذ الميداني عبر توصيل المعلومات عن طريق اهالي الاسرى الذين يزورونهم. كما لمحت مصادر اسرائيلية الى احتمال قيام محامين بتمرير هذه التعليمات. وكانت سلطة السجون الاسرائيلية حولت خمسة من الأسرى الفلسطينيين على الأقل من السجن ذاته الى مركزي تحقيق للمخابرات المسكوبية في القدس وبتاح تيكفا في تل أبيب بعد فترة قصيرة من اغتيال عوض الله ولا يزالون يخضعون للتحقيق بعدما حرموا من زيارات محاميهم. وأكدت مصادر حقوقية فلسطينية لپ"الحياة" ان من بين هؤلاء موسى دودين من منطقة الخليل وياسر حجاز من رام الله وزاهر جبارين من سلفيت قضاء نابلس ومحمود عيسى من القدس ووليد خالد من قرية اسكاكة. وقال المحامي فارس ابو الحسن من مؤسسة التضامن مع الأسرى الفلسطينيين ان هؤلاء المعتقلين تعرضوا لكل انواع التعذيب خلال التحقيق معهم، ولم يسمح لأهاليهم بزيارتهم منذ اكثر من شهرين. واتخذت سلطة السجون الاسرائيلية عدداً من الاجراءات في سجن عسقلان الصحراوي، الذي يضم في غالبيته اسرى من ذوي الاحكام العالية، ضد المعتقلين بهدف تقييد تحركاتهم داخل غرفهم. وشنت اسرائيل حملة اعتقالات واسعة في صفوف "حماس" فور اغتيال عوض الله شملت مئات وردت اسماؤهم على ما يبدو في هذه الوثائق، ومنهم محمد ابو مطر الذي اعتقل بعد نحو ثلاثة اشهر من اطلاق سراحه من السجن الذي امضى فيه نحو تسع سنوات من حياته، وأعلنت اسرائيل في حينه ان الاعتقال جرى على خلفية علاقته بعوض الله. ودهمت ثمانية مشاغل لانتاج المواد الناسفة في مدن وقرى الضفة قالت ان الاستخبارات كشفت عن وجودها. وقالت مصادر امنية اسرائيلية ان الوثائق السرية اوضحت "الصلة الوثيقة بين اعضاء الجهاز السياسي - الديني لحماس وبين ذراعها العسكري وعن اتصالات الشبكة الوثيقة مع قادة حماس في الأردن". واعتبرت ان تصريحات القيادة السياسية في عمان اخيراً عن حظر عمل "حماس" في الأردن جاء بعد الكشف عن هذه المعلومات. وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية نقلاً عن مصادر امنية ان سقوط الوثائق السرية "مست ب "حماس" ولكن المنظمة قادرة على الانتعاش خلال اشهر عدة ولم تفقد قدرتها على تنفيذ العمليات".