وافقت المقاومة الفلسطينية في غزة واسرائيل على اقتراح بوقف شامل لاطلاق النار في غزة يبدأ اليوم الجمعة، عقب مباحثات في القاهرة، بين الوفد الاسرائيلي الذي ضم رئيس جهاز المخابرات "الشاباك" يورام كوهين، ورئيس الدائرة الأمنية-السياسية في وزارة الجيش عاموس جلعاد، إضافة لمبعوث الحكومة الإسرائيلية المحامي اسحق مولخو، ووفد من حركة حماس والجهاد الإسلامي، عبر الوسيط المصري بدعم امريكي اوروبي، عقب هدنة انسانية دامت خمس ساعات استجابة لاقتراح من الأممالمتحدة، وكانت طائرات العدو الاسرائيلي شنت غارات قبل دخول الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ، ما رفع عدد الشهداء إلى 231 وعدد الجرحى الى ما يزيد عن 1680، وردت المقاومة بعشرات الصواريخ، ونفذت كتائب القسام عملية عسكرية ضد موقع صوفا العسكري الاسرائيلي، واعرب ضابط إسرائيلي كبير عن تخوفه من عملية نوعية لحماس في الوقت الضائع. وانتقد وزير الإسكان الإسرائيلي "اوري أرئيل" من حزب البيت اليهودي الهدنة الانسانية قائلاً :"إن حماس ستستغل هذه الفترة من أجل التزود بمزيد من الاسلحة". وحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية فقد رأى الوزير أرئيل أنه يجب على الجيش الإسرائيلي القيام بعملية برية واسعة النطاق في القطاع مضيفاً ان الاقتراح بنزع سلاح غزة من الصواريخ ليس عمليا. ومن جانبها وصفت رئيسة حزب ميرتس "زهافا غالؤون" الهدنة بخطوة صحيحة مضيفة مع ذلك انها ليست بديلا عن الإطار السياسي. وقالت انه يجب على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ان يكون طرفا في اتفاق وقف اطلاق النار وليس وسيطا فقط. مصر ومطالب المقاومة وأكدت مصادر مصرية عن رغبة مصر في احتواء مطالب حركتي حماس والجهاد الاسلامي وبقية الفصائل الفلسطينية وستعمل على تنفيذ ما يمكن تنفيذه. وقالت المصادر ان الامن القومي المصري استمع لوجهة نظر حركة حماس من خلال لقاء مع الدكتور موسي ابو مرزوق واكدت مصر ان مطالب الفصائل الفلسطينية مشروعة وسنعمل مع الجانب الاسرائيلي على تنفيذها. ومضت تقول: "رغم اعتذار حماس عن قبولها المبادرة المصرية الا ان مصر لن تتخلى عن دورها المحوري بين طرفي الصراع والهدنة التي استجابت لها اسرائيل والفصائل الفلسطينية جائت استجابة لمساعي مصر وتابعت المصادر بأن مصر ستناقش مع الجانب الاسرائيلي مطالب الفصائل الفلسطينية وستبذل مصر كافة الجهود مع الجانب الاسرائيلي لوقف العدوان على الابرياء الفلسطينيين ورفع الحصار عن قطاع غزة، واشارت المصادر الى ان المبادرة المصرية هدفها في المقام الاول وقف العنف ومنع سقوط ضحايا فلسطينيين ليليها تفاوض جاد. خمسة شروط وقالت المصادر إن الورقة ستقدم لجامعة الدول العربية، ومصر، والأممالمتحدة، والأردن، موضحاً أن الورقة تحتوي على 5 شروط أساسية، وهي فتح كافة المعابر مع قطاع غزة، وفتح معبر رفح البري الواصل بين غزة، ومصر، بشكل دائم، وعلى مدار 24 ساعة، مع وجود ضمانات دولية بعدم إغلاقه، وإيجاد ممر بحري لقطاع غزة، والسماح لسكان قطاع غزة بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس، وإفراج الاحتلال عن الأسرى المحررين المفرج عنهم ضمن صفقة "شاليط"، والتزام "إسرائيل" باتفاق سابق توصل إليه الأسرى مع إدارة السجون بوساطة مصرية عام 2012. غارات وصواريخ وشنت الطائرات غارات على اراض زراعية في خان يونس، وقصف منزل القيادي في حركة حماس ووزير الداخلية السابق فتحي حماد في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة للمرة الثانية. كما قصفت الطائرات مبنى قيد الانشاء كان لجمعية الشابات المسلمات في مدينة غزة، وشن الطيران غارة استهدفت منزلا لعائلة فروانة في حي الصبرة جنوب غرب مدينة غزة، وخلفت أضرارا في المنازل المحيطة. وأغار الطيران على محل للصرافة بالقرب من مفترق السرايا في مدينة غزة، كما شن الطيران غارة على منزل يعود لعائلة الفار في جباليا. كما قصفت منزلا لعائلة اليازجي في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة مما أدى إلى تدميره واندلاع حريق في المنزل. وواصلت طائرات الاحتلال فجر امس استهداف منازل قادة حركة حماس في قطاع غزة. وشنت الطائرات الحربية غارة على منزل القيادي في حركة حماس الدكتور خليل الحية. وكانت الطائرات استهدفت منازل كل من الدكتور محمود الزهار وباسم نعيم وفتحي حماد وإسماعيل الأشقر وجميلة الشنطي. يشار إلى أن طيران الاحتلال الحربي أغار على أكثر من 30 منزلا في أنحاء متفرقة في القطاع، ودمر خلال العدوان مئات المنازل كليا، وآلاف المنازل بشكل جزئي معظمها لقادة حركة حماس. 8 آلاف جندي إضافي وكان الكابينت الاسرائيلي قرر مساء "الأربعاء" عبر "تصويت تليفوني" استدعاء 8 آلاف جندي احتياطي إضافي ونشرهم على حدود قطاع غزة، وبهذا يصل عدد القوات الاحتياطية الإسرائيلية التي تم استدعاؤها منذ بداية العدوان إلى ما يزيد عن 50 ألف جندي. وكثفت فصائل المقاومة في اليوم العاشر للعدوان على غزة من إطلاق الصواريخ وقصف مستوطنات وتحشدات الاحتلال، بعشرات القذائف الصاروخية، وقالت كتائب القسام إنها اطلقت في اليوم العاشر أكثر من 90 قذيفة صاروخية، كان أبرزها قصف تل أبيب بصواريخ (M75). وقالت كتائب القسام امس إنها قصفت تل ابيب بخمس صواريخ (M75) كما قصفت "غوش دان ورمات غان" بعشرات الصواريخ. من جانبها قالت كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، انها قصفت المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة ب(4) صواريخ من طراز غراد و(15) صاروخا من طراز 107 و(3) قذائف هاون رداً على استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي ومجازره بحق الشعب الفلسطيني. وفي بيان مشترك أكدت كتائب الناصر صلاح الدين وكتائب المقاومة الوطنية مسؤوليتهما عن قصف مجمع أشكول بصاروخى 107.كما قصفت كتائب الناصر صلاح الدين عسقلان بصاروخي جراد. من جانبها قالت كتائب الأنصار انها قصفت عسقلان بصاروخين غراد. كما قصفت كتائب شهداء الأقصى مدينة عسقلان المحتلة بثلاثة صواريخ جراد. وبحسب وسائل الاعلام العبرية، تعرضت منطقتي "غوش دان" و"هشارون" للقصف الصاروخي من قطاع غزة، الخميس، وقد سمعت صافرات الانذار وتلاها سماع أصوات انفجارت، وفقا لما نشرته المواقع العبرية. وأشارت هذه المواقع إلى أن صافرات الانذار انطلقت في العديد من المدن وسط اسرائيل عند الساعة 8:45 تلاها سماع أصوات الانفجارات، وكعادتها ادعت هذه المواقع بأن منظومة "القبة الحديدية" اعترضت هذه الصواريخ في سماء المدن الاسرائيلية، وقد اصيب اسرائيليون أثناء هروبهم لدى سماعهم صفارات الانذار مؤكدة هذه المصادر عدم وقوع اصابات. وسبق القصف الصاروخي لمنطقة وسط اسرائيل قصف صاروخي لمدينة بئر السبع والمجلس الاقليمي "مرحفيم"، حيث سقطت 4 صواريخ في مناطق مفتوحة دون أن تتسبب بوقوع أضرار أو اصابات، وفق ادعاءات اسرائيل، في حين سمعت صفارات الانذار في مدينة عسقلان والمجلس الاقليمي "ساحل عسقلان". القسام تتبنى والاحتلال يدعي إحباط عملية تسلل جنوب قطاع غزة. وتبنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس عملية تسلل في منطقة صوفا وقالت ان المجموعة عادت الى قواعدها سالمة. واضافت الكتائب في بيان لها انه وفي اطار معركة العصف المأكول قامت مجموعة خاصة من كتائب الشهيد عز الدين القسام بعملية تسلل خلف خطوط العدو بمنطقة صوفا في تمام الساعة الرابعة صباحا وخلال انسحابها بعد استكمال مهتمها تعرضت لنيران طيران العدو، وقد عاد كافة مجاهدينا بفضل الله بسلام". وكان جيش الاحتلال الاسرائيلي ادعى محاولة تسلل بالقرب من معبر كرم أبو سالم جنوب شرق رفح بقطاع غزة، فجر الخميس. وقالت مصادر إسرائيلية إن وحدة من جيش الاحتلال استطاعت اكتشاف مجموعة من المسلحين الفلسطينيين الذين كانوا يخرجون من فتحة نفق في الجانب الاسرائيلي، دون أي إشارة إلى حجم الخسائر في الجانب الاسرائيلي. وبحسب المصادر الاسرائيلية وصلت قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي الى المنطقة وتم استدعاء وحدات من النخبة، وطلب من كافة سكان صوفا والبلدات الاسرائيلية والمناطق القريبة البقاء في منازلهم وسط استنفار عسكري كبير. وأشارت مصادر الجيش إلى أن عدد المسلحين الفلسطينيين الذين حاولوا التسلل 13 مسلحا، ويدعي جيش الاحتلال أنه قتل عددا من المسلحين وأصاب عددا آخر، في حين عاد باقي المسلحين الى الجانب الفلسطيني مستخدمين نفس النفق. ونشر الجيش الاسرائيلي تسجيلا مصورا، قال إنه يظهر المنفذون للعملية وهم يخرجون من النفق تجاه المناطق الاسرائيلية عندما هاجمتهم الطائرات وقصفتهم بمشاركة قوات من الجيش على الارض. وعمم جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح امس، صوراً قال إنها تعود لعناصر المقاومة من حركة "حماس" الذين تمكنوا من الوصول عبر نفق إلى الأراضي الإسرائيلية وتحديداً قرب قاعدة عسكرية عند معبر "صوفا" وعادوا إلى غزة بعد أن جرى اكتشافهم. وعمم الجيش أيضًا شريطًا مصوراً يوحي وكأنه جرى تصفية عناصر المقاومة، لكن الصور التي عممها الاحتلال تظهر أن المجموعة لم تتم تصفيتها وتؤكد ما أعلنته حماس بأن عناصر المقاومة عادت سالمة. وأضافت انه تم الدفع بقوات كبيرة من الجيش والوحدات الخاصة إلى المنطقة، ووقعت اشتباكات بين المقاومين المهاجمين وقوات جيش الاحتلال. وتضاربت الأنباء حول عدد المقاومين الذين شاركوا بالعملية، حيث ذكرت مصادر إن عددهم خمسة، ومصادر أخرى قالت إنهم 13، فيما قالت مصادر أخرى أنهم بين 10- 15 مقاتلا. وقال إن الحديث يدور عن خلية مدربة انسحبت من المنطقة بعدما شعرت أنها كشفت. وقال شاهد عيان من مستوطنة صوفا ان الخلية توغلت ووصلت بساتين المستوطنة. وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس مسؤوليتها رسميا عن عملية صوفا العسكرية. حلم نتنياهو وقال الكاتب الإسرائيلي باراك رفيد، في صحيفة "هآرتس"، امس، ان المطلب الذي يطرحه رئيس الحكومة الإسرائيلية إزالة الصواريخ والأنفاق من قطاع غزة، مؤكدا أن ذلك من قبيل الأوهام، وأنه لا يوجد أي جهة دولية راغبة أو قادرة على نزع الصواريخ من قطاع غزة. وبينما يؤكد أن "النموذج السوري" في نزع الأسلحة الكيماوية لا ينطبق على غزة بما يخص الصواريخ، فإنه يخلص إلى حقيقة أنه لا بد من البحث عن حلول سياسية تجعل حركة حماس معنية بالحفاظ على التهدئة، وبضمن ذلك فتح معبر رفح بالتنسيق مع مصر، وإدخال قطر وتركيا كشركاء في تحسين الوضع الإنساني والاقتصادي لقطاع غزة. وكان طرح نتانياهو في الأيام الأخيرة هدفا جديدا للحرب العدوانية على قطاع غزة، "العصف المأكول" والتي أسماها الاحتلال ب"الجرف الصامد"، يتمثل في نزع الصواريخ من قطاع غزة وإزالة الأنفاق. وأشار الكاتب إلى أن نتانياهو تطرق أمس فقط لهذه المسألة في تصريحين خلال لقائه مع وزيري خارجية إيطاليا وألمانيا. وتوقع الكاتب أن يتمسك نتانياهو بتكرار ذلك في كل خطاب أو مقابلة يجريها حتى نهاية الحملة العسكرية.