شهد مقر سراي نيابة أمن الدولة العليا في القاهرة امس جلسة تحقيق عاصفة مع ناشط اسلامي تسلمته مصر الشهر الماضي من جنوب افريقيا. وواجهت النيابة طارق علي مرسي بمعلومات تتهمه بتأسيس قاعدة جماعة "الجهاد" في جنوب افريقيا وجمع تبرعات من المسلمين هناك وارسالها الى عناصر الجناح العسكري للتنظيم داخل مصر للانفاق على العمليات العسكرية. وافادت مذكرة النيابة العامة ان مرسي غادر مصر للمرة الاولى في 1989 الى احدى الدول العربية حيث التقى قيادياً بارزاً في التنظيم يقيم حاليا في بريطانيا وسلمه جواز سفرٍ مزوراً استغله في السفر الى باكستان ومنها الى افغانستان حيث انضم الى معسكرات اقامها زعيم الجماعة الدكتور ايمن الظواهري. وتلقى المتهم هناك تدريبات على استخدام الاسلحة واساليب حرب العصابات والتفخيخ والتفجير عن بُعد. واضافت المذكرة ان المتهم الاول في القضية سيد عباس الذي تسلمته مصر من احدى الدول العربية العام الماضي اشرف على تدريب مرسي بناء على تعليمات من الظواهري ثم كلفه العودة الى البلاد وتأسيس خلية للتنظيم في منطقة القناطر الخيرية التابعة لمحافظة القليوبية. وزادت ان مرسي كان يتلقى مكالمات هاتفية من عباس الذي ابلغه في احداها انه انشق عن الظواهري وانضم الى تنظيم "حركة الجهاد - طلائع الفتح" الذي يقوده احمد حسين عجيزة وطلب منه التوجه الى جنوب افريقيا للقاء عناصر تابعة للتنظيم هناك واستقطاب الاسلاميين القادمين من دول البلقان وافغانستان والسودان ومحاولة تسهيل دخولهم الى هناك لتأسيس قاعدة للتنظيم في ذلك البلد. لكن عباس ابلغه في وقت لاحق انه انشق عن عجيزة وكلفه ابلاغ زملائه انهم صاروا يعملون تحت قيادته. وقدم المحامي منتصر الزيات طلبا الى النيابة لاطلاق موكله واستغرب احتجازه في احد مقار الشرطة منذ وصوله الى البلاد من دون ايداعه احد السجون العمومية واوضح ان المتهم توجه الى جنوب افريقيا في 1995 بجواز سفر صحيح بعدما حصل على عقد عمل هناك وحضر الى مصر مرتين وخضع للتحقيقات من جانب اجهزة الامن في المرتين. ثم سمح له بمغادرة البلاد من دون توجيه اتهامات، مشيرا الى ان موكله قدم طلبا للحصول على حق اللجوء السياسي العام الماضي في جنوب افريقيا بعدما علم ان اجهزة الامن قبضت على عدد من اصدقائه في منطقة القناطر الخيرية وان اسمه ورد ضمن التحقيقات في قضية تفجير السفارة المصرية في اسلام اباد وخشي ان يعود الى مصر تحسباً للقبض عليه. وقررت النيابة استمرار اعتقال المتهم احتياطيا وتأجيل التحقيق معه الى جلسة تعقد الاربعاء المقبل.