شهدت العاصمة الايطالية روما أمس الاثنين اضراباً عاماً يستمر حتى الخميس المقبل، دعت إليه قطاعات المواصلات التابعة للاتحادات النقابية والعمالية وأسفر عن شلل في حركة عدد كبير من مرافق الحياة في المدينة. واعتبر الاضراب التحدي العمالي الأول لحكومة رئيس الوزراء ماسيمو داليماه، وستجوب شوارع روما والمدن الرئيسية تظاهرات الخميس تتمثل فيها كل قطاعات النقل والمواصلات، للتنديد بعدد من الاجراءات الاقتصادية والتي تتعلق بتحديد تعرفة وسائل النقل وعدم تجديد عقود العمل للعاملين في هذه القطاعات. وخلق هذا الوضع المتأزم نوعاً من الفوضى والضياع منذراً بشتاء صعب بالنسبة للحكومة الجديدة. وبدأت ملامح ذلك تتجلى بعدما شدد ممثلو الكونفيدرالية العمالية المؤلفة من ثلاث نقابات، على ضرورة ادخال بعض التعديلات على الاجراءات التقشفية التي مست قطاع النقل والمواصلات. وأصاب الاضراب أمس حركة النقل في العاصمة الايطالية روما بالشلل كونه ترافق مع اضراب سائقي سيارات الاجرة، لمدة خمسة أيام اضافة الى عمال المواصلات وسائقي وسائل النقل المشترك، لمدة يومين والعاملين في المطارات الايطالية الذين اضربوا أمس لمدة أربع ساعات. ومن جهة أخرى، اعلنت الأجهزة الأمنية حال تأهب في كل من مدينة ميلانو وتورينو الشماليتين وذلك في ضوء وصول معلومات لجهاز الاستخبارات وصفت بأنها من "مصدر موثوق"، تحذر من احتمال وقوع سلسلة من الانفجارات داخل انفاق المترو في المدينتين. ورأى مراقبون ان ذلك يأتي في اطار عمليات ارهابية لزرع الرعب في نفوس المواطنين والضغط على الحكومة الجديدة لوقف الاصلاحات السياسية والاقتصادية الجارية في البلاد حالياً. وأعربت مصادر أمنية عن اعتقادها ان اعلان حال التأهب ابتداء من مطلع الاسبوع الماضي وحتى نهاية أمس يدل على ان مجموعات من القوى الفوضوية وراء هذه التحركات. ويذكر ان المصادر الأمنية الايطالية التي عززت وجودها وبشكل مكثف في محطات الانفاق في كافة انحاء البلاد، كانت اشارت باصابع الاتهام الى بعض الفصائل الأصولية المتطرفة المتواجدة وبشكل ضعيف للغاية على الساحة الايطالية، الا انها سرعان ما غيّرت موقفها في ضوء سلسلة تهديدات وتفجيرات قامت بها التجمعات الفوضوية وكان آخرها، الابلاغ في 31 تشرين اول اكتوبر الماضي عن وجود سيارة مفخخة أمام قصر العدالة وسط العاصمة الايطالية من قبل جماعة فوضوية محلية تطلق على نفسها اسم "الفيلق المسلح".