أصيب نحو 50 اسرائيلياً غالبيتهم من الجنود بانفجار قنبلتين يدويتين في محطة باصات اسرائيلية في مدينة بئر السبع جنوب قالت مصادر اسرائيلية ان فلسطينياً من منطقة الخليل القاهما باتجاه الاسرائيليين. وقالت الشرطة الاسرائيلية انها ألقت القبض على ذلك الفلسطيني. وأعلنت الحكومة الاسرائيلية انها لن تنسحب من محادثات واي بلانتيشن قرب واشنطن بسبب الحادث، لكنها رأت فيه فرصة لممارسة المزيد من الضغوطات على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقالت مصادر اسرائيلية ان اصابات معظم الجرحى الذين نقلوا الى مستشفى سوروكا في بئر السبع للعلاج كانت ما بين طفيفة ومتوسطة باستثناء حالتين وصفتا بأنهما خطرتين. ووفقاً لرواية سائق حافلة اسرائيلية، ألقى الفلسطيني الذي لم يكشف عن هويته بعد، قنبلة يدويه باتجاه بعض الركاب الذين كانوا ينتظرون في المكان، واتجه نحو محطة باصات كان أمامها عدد من الجنود الاسرائيليين قبل ان يتمكن سائق باص من السيطرة عليه وتسليمه الى جندي آخر قيّد يديه وسلمه للشرطة. وقالت الشرطة ان الفلسطيني في العشرينات من عمره وانه من سكان بلدة الظاهرية القريبة من الخليل، ولم تنف امكانية مشاركة آخرين في العملية، مشيرة الى ان الفلسطيني نزل من سيارة من نوع "أودي" خضراء اللون. ورجح مفتش الشرطة الاسرائيلية يهودا فيلنك ان تكون عملية بئر السبع فردية. وقال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي موشيه كتساب ان حادث الأمس "لا يستدعي وقف المحادثات" في واي بلانتيشن. وأضاف خلال زيارته لمكان الحادث: "المطلوب هو المزيد من الضغط على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وحثه على تنفيذ التزاماته الأمنية... واذا لم ينفذها فلا داعي للتوقيع على اتفاقات". وأكد وزير الأمن الداخلي افيغدور كهلاني أقوال كتساب في شأن الاستمرار في محادثات واي بلانتيشن، مشيراً الى انه هاتف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في المنتجع و"أقنعه" بعدم المغادرة والعودة. ونفت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس مسؤوليتها عن الحادث، فيما صرح زعيم الحركة الروحي الشيخ أحمد ياسين بأن من حق الفلسطينيين الذين يُقتلون ويُقهرون وتصادر أراضيهم ان يدافعوا عن انفسهم. وقال الشيخ ياسين في تصريحات صحافية: "عملياتنا مستمرة حتى يزول الاحتلال، هذه طريق نحن اخترناها للدفاع عن انفسنا وهي غير متوقفة". وتابع: "يمكن ان تتعثر أو تتقدم أو تمشي... هذا تتحكم فيه الظروف الميدانية والزمنية". واستنكرت السلطة الفلسطينية العملية. وقال وزير الشؤون البرلمانية نبيل عمرو: "نحن نأسف لهذه العملية ونشعر بأن توقيتها سيئ للغاية ونحن نتفاوض في وضع حساس". واضاف المسؤول الفلسطيني: "هذه العمليات يمكن ان تزيد اذا لم يكن هناك تقدم جدي في عملية السلام". ودانت السلطة الوطنية الفلسطينية الانفجارين، وقال الأمين العام للرئاسة في السلطة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم في غزة: "إننا ندين العملية" معتبراً ان "هذا العمل لا يخدم عملية السلام، بل يخدم اعداءها وينتظره اليمين الاسرائيلي المتطرف ذريعة لعدم التوصل الى اتفاق لإعادة الانتشار في الضفة الغربية ولنسف عملية السلام برمتها". الى ذلك، قال مستشار عرفات السيد أحمد الطيبي في بيان سلم الى اذاعة الجيش الاسرائيلي في واي بلانتيشن "ان هذا الاعتداء يؤكد انه تجب مضاعفة الجهود للتمكن من معاودة عملية السلام". لندن وفي لندن "الحياة"، نددت الحكومة البريطانية أمس بالهجوم بالقنابل اليدوية على محطة الباصات في بئر السبع وقالت انها تعرب عن التعاطف مع الذين اصيبوا بالحادث. وقال وزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية ديريك فاتشيت ان بلاده تعلمت من تجاربها المريرة ان هؤلاء الذين يرتكبون مثل هذه الأعمال العنيفة "لا ينبغي السماح لهم بوقف السعي من اجل تحقيق تسوية عادلة وسلمية ودائمة بين اسرائيل وجيرانها العرب".