لندن - "الحياة" - يقوم وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت بجولة على دول ترتبط مباشرة بعملية السلام في الشرق الأوسط في الأسبوع المقبل في بداية الرئاسة البريطانية للاتحاد الأوروبي بهدف احداث تقدم في العملية. وقالت مصادر مطلعة ان فاتشيت سيؤكد خلال الجولة، التي ستشمل اسرائيل وأراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، أهمية تحقيق انسحاب اسرائيلي جديد ذي صدقية من الأراضي الفلسطينية وكذلك أهمية تجميد الاستيطان وعدم اتخاذ اجراءات من جانب واحد قد تعرض للخطر محادثات المرحلة النهائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وتأتي زيارة فاتشيت قبل اجتماعي القمة اللذين سيعقدهما الرئيس بيل كلينتون على نحو منفصل في 20 كانون الثاني يناير الجاري مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو ثم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في 22 من الشهر ذاته لمحاولة انهاء الجمود الحالي في عملية السلام. وقالت المصادر ان فاتشيت سيؤكد خلال الجولة تعهدات بلاده بالسعي خلال رئاستها الحالية للاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر الى ان تكون عملية السلام وسبل تحريكها في مقدم اهتماماتها الخارجية، وسيؤكد ان الحكومة العمالية ستعمل لتحقيق ذلك بالتعاون مع الولاياتالمتحدة ومع الأطراف المعنية نفسها. وسيتطرق فاتشيت ايضاً الى أهمية التعاون الاسرائيلي - الأوروبي بهدف تحسين أوضاع الاقتصاد الفلسطيني الذي يتعرض لأزمات بسبب سياسات اسرائيل التعسفية. ولا توجد توقعات بأن تحقق جولة فاتشيت نتائج سريعة، إذ انها تعتبر استطلاعية وإن كان سيقدم خلالها أفكاراً لتضييق الفجوة القائمة بين الطرفين. ولكن المصادر ترى ان الأزمات المتلاحقة التي تواجهها حكومة ليكود ستترك ظلها الثقيل على عملية السلام وامكانات تحقيق انسحابات اسرائيلية كبيرة من الأراضي الفلسطينية. ويتوقع ان يقوم فاتشيت بجولات أخرى في ما بعد على عدد آخر من دول المنطقة وذلك قبل ان يبدأ وزير الخارجية روبين كوك أول جولة له في الشرق الأوسط في الربيع المقبل، ربما في شهر نيسان ابريل. وتقول المصادر ان لندن تتبع سياسة واقعية تجاه المشكلات القائمة وأنها ستبذل أقصى جهدها لاحراز تقدم ولتأمين استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية واللبنانية - الاسرائيلية، لكنها تعرف ان ثمة عقبات عديدة قائمة من بينها التهديدات التي تواجه حكومة اسرائيل بسبب الانقسامات الحادة بين اجنحتها وكذلك بعد استقالة وزير الخارجية ديفيد ليفي وتهديدات وزير الدفاع اسحق موردخاي امس بالاستقالة.