القاهرة - "الحياة" - خفف وزير خارجية الفاتيكان جان لوي توران من حدة الأزمة بين الكرسي الرسولي والجانب العربي في شأن وضع مدينة القدس، وأكد في تصريحات أمس أن الفاتيكان يرى أن "هذه المناطق المقدسة يجب أن تتوافر لها الضمانات التي تحفظ قدسيتها"، في إشارة إلى أن موقف الفاتيكان من القدس يقتصر على الأماكن المقدسة. وكان الكرسي الرسولي وقع مع اسرائيل اتفاقاً يتعلق بالكنيسة الكاثوليكية في المدينة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، ألزم الكنيسة تنفيذ القانون الاسرائيلي، الأمر الذي اعتبره مجلس الجامعة العربية في دورتيه الماضيتين في آذار مارس وايلول سبتمبر الماضيين اعترافاً ضمنياً بأن القدس عاصمة لدولة اسرائيل واستباقاً لنتائج المفاوضات في شأنها ومخالفة لقرارات الشرعية الدولية التي تعتبر أن القدسالشرقية جزء من الاراضي المحتلة عام 1967. لكن توران نفى السيادة العربية وحدها على المقدسات فقط وليس على أرض القدس وقال: "المناطق المقدسة لن تكون لطرف واحد وإنما لكل الأديان السماوية. لن يكون هناك سلام في المنطقة اذا لم يتم التوصل الى حل لموضوع المناطق المقدسة وأماكن العبادة في القدس"، مما يعد إيضاحاً للاتفاق الموقع مع اسرائيل. وكان توران التقى أمس الرئيس حسني مبارك ونقل إليه رسالة من البابا يوحنا بولس الثاني كما تسلم منه رسالة ينقلها الى البابا. وأكد توران عقب اللقاء اتفاق وجهات النظر مع مصر في شأن "أهمية استئناف عملية السلام في أسرع وقت وأن تكون لدى الأطراف المتفاوضة إرادة التوصل إلى حل يكفل العيش في سلام لكل شعوب المنطقة، خصوصاً الشعب الفلسطيني الذي يعاني توقفها"، مشيراً إلى أن لقاءه مبارك تناول تبادل وجهات النظر في شأن الوضع في الشرق الأوسط خصوصاً عملية السلام "ومستقبل القدس". ونوه توران ب "الرعاية الشاملة" التي يلقاها الأقباط الكاثوليك في مصر من مبارك. وكان عقد جلسة محادثات مع نظيره المصري عمرو موسى مساء أول من أمس شرح خلالها موسى الموقف العربي من قضية القدس. كذلك اجرى لقاء مع شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي اتفقا خلاله على ضورة تفعيل لجنة الحوار بين الاديان. وأكد توران بغد لقائه موسى أنه كانت للفاتيكان و"لا تزال اهتمامات بمنطقة الشرق الأوسط تظهر في العلاقات الديبلوماسية التي أرساها مع دول الشرق الأوسط. والفاتيكان مهتم بما يواجهه الفلسطينيون من غياب العدالة وبقضية اللاجئين والأماكن المقدسة، وهو يرى أن ليس من حق أي مجموعة أو جهة أو فئة واحدة ان تزعم أحقيتها المطلقة والكاملة عليها، والمجتمع الدولي بأسره يجب أن يضطلع بدوره في حماية الطبيعة الخاصة جداً لمدينة القدس وما فيها من أماكن مقدسة. ان الفاتيكان يسعى من خلال علاقاته الديبلوماسية مع اسرائيل إلى تأكيد هذه المفاهيم".