طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو المنهمك بانقاذ ائتلافه الحكومي من الانهيار تأجيل زيارة المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس الى المنطقة، والتي كان مقرراً ان يبدأها بعد غد، وبدا ان هذا التأجيل يطاول اجتماعي واشنطن المرتقبين بين الرئيس بيل كلينتون وكل من نتانياهو والرئيس ياسر عرفات. وقال الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ديفيد بار ايلان امس ان نتانياهو طلب من الادارة الاميركية تأجيل زيارة روس يوماً أو يومين الى حين المصادقة على الموازنة العامة الاسرائيلية والتي هدد وزير خارجيته ديفيد ليفي أول من أمس بالاستقالة اذا بقيت بنودها على ما هي عليه. وذكر ايلان انه سيجري اتصالاً هاتفياً بروس الذي يفترض ان يمهد للقاءي واشنطن منتصف الشهر، بإبلاغه طلب رئيس الوزراء الذي سيكون منشغلاً داخل قاعة الكنيست البرلمان الاسرائيلية. وخصص نتانياهو أمس وقتاً للقاء السناتور الجمهوري الاميركي ارلن سبكيتر الذي يزور المنطقة، واطلاعه على "قائمة المطالب الاسرائيلية" من السلطة الفلسطينية والتي تؤكد الدولة العبرية ان على الفلسطينيين تنفيذها قبل الشروع في المرحلة الثانية من اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي من المناطق التي يحتلها في الضفة الغربية. وبثت الاذاعة الاسرائيلية ان سبكتور الذي "يتفهم المطالب الأمنية الاسرائيلية" سيعرض القائمة على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات خلال لقائهما غداً. وكان ليفي أعلن في مؤتمر صحافي ان الحزب الذي يتزعمه سيصوت ضد مشروع موازنة الدولة العبرية مهدداً للمرة السادسة خلال 18 شهراً بالاستقالة من الحكومة، ولكن هذه المرة لأسباب اقتصادية وبسبب تجاهل المشروع الطبقات الفقيرة في المجتمع الاسرائيلي، ما دفع نتانياهو الى تأجيل التصويت على الموازنة الى الاثنين لاتاحة المجال للتوصل الى حل مع ليفي. ونقلت مصادر صحافية اسرائيلية عن نتانياهو قوله فور سماعه تصريحات ليفي: "ليقدم استقالته، سنتمكن من ارجاعه، وكل شيء سيسير على ما يرام". وأفادت صحيفة "هآرتس" ان رد فعل نتانياهو على تهديدات ليفي أثار استياء عارماً لدى بعض الوزراء والمسؤولين الاسرائيليين الذين كانوا في مكتبه و"ذكروه" بإمكان انضمام بعض الوزراء من ليكود الى ليفي، وإطاحة رئيس الوزراء والحكومة. وطالب الوزيران ارييل شارون واسحق موردخاي نتانياهو بإرضاء ليفي وتنفيذ التعهدات التي قدمها له وتحمل توقيعه، فيما أعرب وزراء آخرون عن اقتناعهم ب "عدالة مطالب" ليفي في ما يتعلق بالموازنة. وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ان نتانياهو "سئم تهديدات ليفي ولكن لا يمكن استمرار الحكومة من دونه". وجددت حركة "غيشر" التي يرأسها وزير الخارجية تهديداتها بالتصويت ضد الموازنة والذي تأجل مرات خلال اسبوع، مشيرة الى امكانية اطاحة الحكومة التي "تضلل الشعب". وطالب عضو الحركة ديفيد مغين في تصريح الى الاذاعة الاسرائيلية ب "تغيير جذري في الموازنة" مهدداً بأن الحركة "ستعمل باتجاه اجراء انتخابات جديدة" للكنيست. وأضاف ان غالبية في البرلمان تؤيد اجراء انتخابات مبكرة "بسبب الشعور بسياسة التضليل التي تمارسها الحكومة مع الكنيست والشعب". وذكرت مصادر في مكتب رئاسة الوزراء أن نتانياهو سيحاول خلال اليومين المقبلين ايجاد سبل "لارضاء ليفي"، وبالتالي تفادي فرط الحكومة. وأشارت مصادر سياسية الى أن نتانياهو تجاهل عمداً وزير خارجيته اثناء المفاوضات التي اجراها خلال الاسبوعين الماضيين مع معظم الأحزاب الاسرائيلية لضمان تمرير مشروع الموازنة، لأنه يريد التخلص من ليفي واخراجه من الحكومة. وأضافت المصادر ذاتها ان رئيس الوزراء استجاب مطالب هذه الأحزاب حتى غير المشاركة في ائتلافه الحكومي مثل حزب "موليدت" المتطرف ووجه اهانة لليفي الذي كان حصل منه على تعهدات خطية في شأن الموازنة قبل طرحها للتصويت. ويواجه نتانياهو الذي ضحى بمشروع موازنة الدولة، من خلال الخضوع لابتزازات الأحزاب للبقاء في الحكم، مشكلة حقيقية مع وزير خارجيته الذي تنسف مطالبه تتضمن ابقاء التزام الحكومة الضمان الاجتماعي للطبقات الفقيرة في حال قبولها ايديولوجية التخصيص. اما البديل فيتمثل في عدم ارضاء ليفي الذي سيصوّت ضد الموازنة وسيقدم استقالته ما يعني اطاحة الائتلاف الحكومي، أو حتى تجنيد 80 صوتاً في الكنيست لاقالة نتانياهو. وأظهرت نتائج آخر استطلاعات للرأي نشرتها الصحف العبرية أمس تقدم زعيم حزب العمل المعارض ايهود باراك على نتانياهو بفارق 11 في المئة، وأيدت نسبة 45 في المئة تقديم موعد الانتخابات. في واشنطن قال مسؤول في وزارة الخارجية ان الحكومة الاسرائيلية على اتصال بالادارة الاميركية للتداول في رغبتها تأجيل وصول روس الى اسرائيل بضعة أيام ريثما ينتهي النقاش الدائر حول الموازنة الاسرائيلية. ولفت الى ان ادارة الرئيس بيل كلينتون ما زالت تعتقد بأن "من المهم جداً احراز تقدم في اسرع وقت ممكن في المفاوضات على المسار الفلسطيني". يذكر ان روس يعتزم اجراء محادثات مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي حول المسائل المتعلقة بالمرحلة الانتقالية خصوصاً قضايا المرفأ والمطار والممر الآمن والمنطقة الصناعية، ناهيك عن التحضير لاجتماعي كلينتون مع كل من عرفات ونتانياهو. صندوق الاستثمارات إلى ذلك أ ف ب، أعلن بيان للقنصلية الأميركية في القدس أمس انشاء صندوق رأسماله 60 مليون دولار مخصص لتشجيع الاستثمارات في الأراضي الفلسطينية والأردن. وأوضح البيان ان الصندوق انشئ برعاية وكالة فيديرالية أميركية هي "اوفرسيسز برايفت انفستمنت كوربوريشن". وتدير شركة خاصة مقرها في فيرجينيا هي "كابيتال انفستمنت كوربوريشن" الصندوق الذي سيخصص 60 في المئة منه للضفة الغربية وقطاع غزة و40 في المئة منه للأردن بحسب البيان. ولم تودع حتى الآن أموال في الصندوق الذي يهدف الى تشجيع الصناعة والخدمات.