أرجأت الحكومة الاسرائيلية كما كان متوقعاً اتخاذ قرار في شأن حجم الأراضي التي قد تنسحب منها في اطار المرحلة الثانية من اعادة انتشار قوات الاحتلال الاسرائيلي وتاريخ تنفيذها الى ما بعد عودة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو من زيارته لواشنطن الخميس المقبل، فيما أعلن الجانب الفلسطيني عن خيبة أمله من الموقف الأميركي المتساهل مع الاسرائيليين. وكشف مسؤولون فلسطينيون أمس ان الادارة الأميركية طلبت منهم خفض توقعاتهم بالنسبة الى نتائج اجتماعي الرئيس الأميركي مع كل من نتانياهو والرئيس ياسر عرفات. وأكد بيان للمجلس الوزاري الاسرائيلي في ختام جلسته الأسبوعية أمس الأحد انه سيتم تحديد الحجم الأقصى للانسحاب "بما لا يمس سقف المصالح القومية لدولة اسرائيل" بعد لقاء نتانياهو بالرئيس بيل كلينتون غداً الثلثاء. وقال سكرتير الحكومة الاسرائيلية داني نافيه ان مجلس الوزراء الاسرائيلي الذي تبنى الاقتراح الخاص بإعادة الانتشار "سيبحث مسألة التنفيذ بعد عودة نتانياهو بحيث لا يتجاوز الحد الأقصى الذي يمكن التنازل عنه من دون المس بمصالح اسرائيل". وأشار نافيه الى ان تنفيذ الانسحاب منوط بوفاء السلطة الفلسطينية بتعهداتها التي التزمت بها في اتفاق الخليل وعلى أساس المعاملة بالمثل كما أقرتها الحكومة الاسرائيلية. ومن بين هذه التعهدات كما ذكرها نافيه: "تعديل البنود المعادية لاسرائيل في الميثاق الوطني الفلسطيني ومحاربة الارهاب وسيادة اسرائيل في القدس وأماكن أخرى". وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان نتانياهو حصل على موافقة مسبقة من وزيري الدفاع والبنية التحتية اسحق موردخاي وارييل شارون قبل انعقاد جلسة الحكومة وذلك في لقاءين منفصلين معهما. ونقلت الاذاعة عن شارون قوله: "لا يجوز ان تبدي اسرائيل الضعف قبل التفاوض مع الفلسطينيين". ورأت مصادر سياسية اسرائيلية ان إحجام الحكومة الاسرائيلية عن الاعلان عن مساحة اعادة الانتشار وتاريخ تنفيذها يبقي أمام نتانياهو مجالاً واسعاً للمناورة والتفاوض مع الرئيس الأميركي وادارته التي كانت قد أشارت الى انها تتوقع الاستماع من نتانياهو الى أرقام ونسب محددة بهذا الخصوص. واستبعدت المصادر ذاتها ان يمارس الرئيس كلينتون أي ضغوط تذكر على نتانياهو، مشيرة الى "التأييد العارم" الذي يتمتع به نتانياهو في الكونغرس الأميركي. وقال نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئيس الفلسطيني ان قرار الحكومة الاسرائيلية "لا يساهم في دفع المسيرة السلمية الى أمام". وطالب الادارة الأميركية ممارسة الضغط الضروري على الحكومة الاسرائيلية لتنفيذ الاتفاقات الموقعة. وهاجم وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية نبيل شعث موقف الادارة الأميركية "المحبط للآمال والتوقعات". وقال ان وزارة الخارجية الأميركية طلبت من الفلسطينيين خفض توقعاتهم من نتائج لقاءي واشنطن وأضاف: "اخبرتنا الادارة الأميركية أمس ان لا نتوقع الكثير من اجتماعات واشنطن"، معتبراً ان ذلك يعكس عدم جدية الادارة في ممارسة ضغط كاف لإلزام اسرائيل بتنفيذ الاتفاقات. وقال شعث غاضباً: "بعد ان رفعوا توقعاتنا وآمالنا بشأن نتائج اجتماعات واشنطن يقولون لنا خفضوها". مضيفاً انه يفهم من الرسالة الأميركية ان "خفضوا من توقعاتكم اننا الأميركيين سنضغط على اسرائيل". وأضاف شعث ان الأميركيين يقولون لنا "اصبروا معنا لعل ذلك يؤدي الى شيء آخر".