بدأت عمليات تحويل "خان أسعد باشا" الى متحف للتاريخ الطبيعي سيكون الأول من نوعه في الشرق، وذلك بموجب اتفاق بين "الوكالة اليابانية للتعاون الدولي" جايكا ووزارة الثقافة السورية. وبعد سنتين سيتمكن السياح من زيارته في اطار جولتهم على عدد من معالم دمشق حيث يقع وسط الاحياء القديمة. ويعود تاريخ الخان الى العام 1752 عندما أمر والي دمشق العثماني أسعد باشا العظم ببنائه، وفي العام 1973 قامت الحكومة السورية باستملاكه وكلفت "المديرية العامة للمتاحف" بالاشراف عليه وترميمه منذ عام 1980، وستقوم لجنة يابانية تضم اكاديميين وخبراء بعملية التحويل التي ستكلف 17 مليون دولار اميركي في اطار خطة للتعاون مع "جايكا". والساحة الرئيسية في الخان ستصبح 40 قاعة عرض دائمة سيرتبها المنظمون حسب الحقب التاريخية بعرض ادوات وعظام حيوانات تم الحصول عليها من المتاحف والجامعات ومن المقتنيات الفردية. وسيضم "المتحف" الذي تبلغ مساحته 2500 متر مربع، قاعات عرض موقتة، تتوزع في الطابقين السفلي والعلوي من المقرر ان تضم احدث الكشوف الاثرية لدراستها كي يتعرف الزائر عليها، ومن المقرر ان تقدم للحرفيين ومصممي الديكور بشكل موقت لعرض انتاجهم من خلال تنظيم تلك المعارض. ويشمل الخان - المتحف ايضاً قسماً للبحث العلمي ومسرحاً ومكتبة ومركزاً للكومبيوتر ومخزناً للهدايا وغرف خدمات الزوار وكتباً ومخابر ومخازن وورشات للبحث والتحضير للمعارض والنشاطات الخاصة بالمتحف. وفي دراسة اعدتها "جايكا" ان الموضوعين الرئيسيين المعروضان للبحث في قسم الدراسات التابع للمتحف هما البيئة الطبيعية من الماضي وحتى الوقت الحاضر، ودراسة الحياة الفكرية وانسان العصر الحجري القديم في المراحل السفلى والوسطى والعليا، والعصر الوسيط ثم الوضع الحالي للانسان والبيئة والعلاقة الرابطة بينهم. وزادت ان اسلوب "شايكو" وهو الطب الطبيعي التقليدي المحلي في اليابان الذي يعتمد على النبات والحيوان ومواد طبيعية مختلفة، سيستخدم في الابحاث. من جهتها، أشارت الدكتورة يسرى الكجك رئيسة قسم متحف ما قبل التاريخ في المتحف الوطني الى ان المتحف "سيكون الأول من نوعه في المشرق العربي، اذ ان حضارة ما قبل التاريخ السوري تمتاز بالامتداد مليون سنة وحتى نهاية عصور ما قبل التاريخ من دون انقطاع".