كلمة متحف بالعربية تعني المكان الذي تُحفظ فيه التحف والأشياء النادرة والثمينة، وتتزايد قيمتها كلما مرّ الزمن عليها، ويرجع أصل كلمة متحف Museum إلى أصل يوناني يرتبط بكلمة Musa بمعنى (سيدة الجبل). وبشكل عام المتحف هو أي مكان دائم، تتبع ملكيته في الغالب للدولة، وهو متاح للجميع، ويهدف إلى خدمة المجتمع وتطويره، من خلال القيام بأعمال الجمع والحفظ والبحث لعرض التراث الإنساني وتطوره، وذلك لأغراض التعليم والدراسة والترفيه كما عرّفه المجلس العالمي للمتاحف. وهناك عشرات الآلاف من المتاحف في جميع أنحاء العالم تهتم بجمع أشياء ذات قيمة علمية فنية، أو ذات أهمية تاريخية من خلال المعارض التي قد تكون دائمة أو مؤقتة. عرّفته الموسوعة العربية بأنه «دار لحفظ الآثار القديمة، والتحف النادرة، وروائع المنحوتات واللوحات الفنية، وكل ما يتصل بالتراث الحضاري»، حيث يضم المتحف أعمالاً علمية أو أعمالاً فنية، ومعلومات عن التاريخ والتقنية. وقد افتتح أول متحف للجمهور وهو متحف «الأشموليان» في عام 1683م في جامعة أكسفوردبلندن، وكان هذا المتحف يعرض مجموعة من الأشياء الغريبة والنادرة التي أهداها العالم الإنجليزي إلياس أشمول إلى الجامعة، وفي أواخر القرن الثامن عشر بدأ المفكرون يدرسون وينظمون مجموعات كبيرة ومعقدة من المعروضات من كافة الأنواع وقد فُصلت الأعمال الفنية القيمة عن باقي الأشياء المتواضعة في قيمتها الفنية. وللتفصيل أكثر، هناك أنواع للمتاحف: 1. المتحف الوطني: وهو متحف تملكه الدولة ويضم مجموعات من الأعمال الفنية الرفيعة، حيث تحتوي بعض المتاحف الوطنية، مثل تلك التي لدى النمسا وفرنسا وهولندا واسبانيا على العديد من اللوحات التي أبدعها الرسامون المحليون، وكذلك المتحف الوطني ومتحف المصمك التاريخي في العاصمة السعودية الرياض. بالإضافة إلى أنه لا يوجد في إيطاليا متحف وطني واحد، غير أن بعض المتاحف بها تضم كثيراً من اللوحات الرائعة معظمها بريشة فنانين إيطاليين مثل متحف أوفيزى بفلورنسا والأكاديميا بفينيسيا وبريرا بميلانو. 2. المتاحف الفنية وهي التي تعرض أعمالاً فنية فقط، ومن أشهرها: متحف اللوفر، ومتحف المتروبوليتان في نيويورك، وناشيونال جالري في لندن. 3. المتاحف العلمية: وهي التي تقدم معروضات عن العلوم الطبيعية والتقنية، وأحياناً تسمى: متاحف التاريخ الطبيعي، على سبيل المثال متحف التاريخ الطبيعي في لندن ومتحف لوزان التاريخي. 4. المتاحف التاريخية: وهي التي تصور حياة الماضي والوثائق والأدوات، وترتبط بالمتاحف الوطنية في أحيان كثيرة، على سبيل المثال متحف الآثار في جامعة الملك سعود بالرياض والمتحف الروماني في نيون. وتكمن أهمية المتاحف بشكل عام في أنها تلعب دوراً هاماً في النهضة التعليمية والحضارية والاقتصادية، فهي شاهدة على العصر، ومصدر اعتزاز وفخر بالإرث الثقافي والتاريخي، وذاكرة للشعوب الحيَّة التي تعمل على ربط الحاضر بالماضي، وهي تاريخ الأمة وقلبها النابض، ومنبر من منابر نشر الوعي الحضاري، والتعليمي والثقافي في المجتمع، حيث تتميز بأنها واجهة حضارية ودليل سياحي للزائرين ومصدر من مصادر الدخل القومي. ومن هذا المنطلق تسعى المملكة من خلال رؤيتها 2030 إلى التوسع في إنشاء المتاحف وتهيئة المواقع السياحية والتاريخية والثقافية، إدراكاً منها بأهمية المحافظة على تعزيز الوحدة الوطنية، وترسيخ القيم العربية والإسلامية الأصيلة، وخلق بيئة ملائمة ومتوازنة لجذب السياح من داخل المملكة وخارجها، بالإضافة إلى أنها تسعى لتأسيس متحف إسلامي يُبنى وفق أرقى المعايير العالمية، ويعتمد في تصميمه وبنائه على أحدث الوسائل في الجمع والحفظ والعرض والتوثيق، حيث سيكون محطة رئيسية للمواطنين وضيوف الرحمن للوقوف على التاريخ الإسلامي العريق حيث سيضم أقساماً للعلوم والعلماء المسلمين، والفكر والثقافة الإسلامية، ومكتبة ومركز أبحاث على مستوى عالمي. وهذا بلا شك سيسهم في المحافظة على هويتنا الوطنية، ونعرّف بها، وننقلها إلى أجيالنا القادمة، ونغرس في نفوسهم المبادئ والقيم الوطنية، والعناية والاهتمام في التنشئة الاجتماعية واللغة العربية، وتمكين الجميع من الوصول إليها بوصفها شاهداً حياً على إرثنا العريق وعلى دورنا الفاعل وموقعنا البارز على خريطة الحضارات الإنسانية.