أعلنت الحكومة العراقية اطلاق المعتقلين من ابناء قضاء الرطبة (محافظة الأنبار) في اعقاب اجتماع طارئ عقد مساء الجمعة في مجلس الوزراء ضم عدداً من ممثلي العشائر. وأعلن رئيس الوزراء نوري المالكي امس إطلاق كل معتقلي الرطبة «لعدم توافر الأدلة».وقال خلال مؤتمر صحافي مع رئيس البرلمان أسامة النجيفي، إن «القضاء أصدر امراً بإطلاق معتقلي الرطبة لعدم كفاية الإدلة بحقهم ونحن نحترم قرار القضاء». وأضاف أن «حادثة النخيب لم تكن تستهدف مكوناً دون آخر، وأعطيت حجماً اكبر من واقعها»، مشيراً إلى أن «الحادثة استغلت لإشعال الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب الواحد». وكانت قوة من مجلس محافظة كربلاء، اعتقلت بأمر من مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، وبالتعاون مع عمليات الأنبار، ثمانية من أهالي قضاء الرطبة مساء الخميس، وتم اقتيادهم إلى محافظة كربلاء بصحبة رئيس مجلس المحافظة، وسط اجواء احتفالية اثارت حساسية أهالي الأنبار الذين نظموا الجمعة تظاهرات لإدانة العملية. وقال الناطق باسم محافظة الانبار محمد فتحي حنتوش ل «الحياة»، إن «عملية الافراج عن المعتقلين جاءت بعد وساطة وزير المال رافع العيساوي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك ورئيس البرلمان اسامة النجيفي، وإننا في انتظار إكمال الإجراءات القانونية لإطلاقهم». وتابع أن «عملية الاعتقال كان تستهدف اللحمة الوطنية للعراقيين وإثارة الفتنة الطائفية ولكن تمَّ التصدي لها». وكان مسلحون مجهولون اعترضوا في 12 الشهر الجاري قافلة لنقل المسافرين في بلدة النخيب التابعة لمحافظة الانبار في طريقهم من كربلاء الى سورية وقتلوا 22. وأثار الحادث مخاوف من تصاعد وتيرة الاحتقان الطائفي، لكن مسؤولين اكدوا ان بين ضحايا الحادث اربعة من اهالي محافظات الانبار وصلاح الدين، بالاضافة الى اهالي كربلاء. وقال رئيس مجلس إنقاذ الانبار الشيخ حميد الهايس في تصريح الى «الحياة»، إن «المعتقلين ومن بينهم امام جامع الرطبة الكبير سيتم إطلاقهم». من جهة أخرى، اعتبر امير عشائر الدليم الشيخ علي حاتم سليمان، أن «الحكومة هي المسؤولة عن تداعيات حادثة النخيب التي كان الهدف منها الترويج لفكرة الفيديراليات الطائفية والدفع بتوجية انظار المجتمع العراقي عن فشل الحكومة السياسي». وكان المالكي اكد في بيان، انه لن يتسامح مع إهانة الانبار وأي مدينة عراقية اخرى، وقال «للذين ارسلوا الرسائل لإثارة الفتنة من موقع المسؤولية، اين كنتم حين كانت الانبار تعج بالقتل والدمار» مندداً ب «التصريحات غير المسؤولة التي قد تؤدي الى تأجيج الفتنة». وأضاف: «أنا الذي وقفت مع الانبار وسأقف مع كل مدينة من مدن العراق عندما تتعرض لأزمة»، مؤكدا أن «مرتكبي جريمة النخيب لا قيم ولا أخلاق لهم، حيث اقدموا على اعتراض مسافرين أبرياء في وسط الصحراء». وشدد على أن «المجرمين لا يميزون بين طائفة وأخرى، فالذين استشهدوا وتم قتلهم من الشيعة والسنة، وهذه حقيقة يجب أن يلتفت اليها من يريد درء الفتنة»، مشيرا الى أن «المغدورين كانوا في مركب واحد من الشيعة والسنة وفي عراق واحد». وكان قائمقام قضاء الرطبة عماد صحن، ابلغ إلى «الحياة» اول من امس، أن «المعتقلين وعددهم 8 من سكان قضاء الرطبة، وهم كل من: عبدالحكيم حامد إمام وخطيب جامع الرطبة الكبير، عبدالباسط الزيد علوان، مصطفى رياض اسماعيل، مصطفى زيني غايب، جمعة محمد صالح، مشتاق طالب فارس، علاء طالب فارس وجابر زايد بداس الذي يحمل الجنسية السودانية».