شهد العراق أمس تصعيداً أمنياً جديداً، إذ تعرضت مدينتا الأنبار وكربلاء الى سلسلة تفجيرات متزامنة راح ضحيتها عشرات الضحايا بين قتيل وجريح. وجاء هذا التصعيد بعد أقل من أسبوعين على هجوم «النخيب»، عندما اعترض مسلحون سيارة نقل لزوار شيعة متوجهين من كربلاء الى سورية مروراً بالأنبار، وأقدموا على قتل 22 من ركابها. وأفادت مصادر أمنية عراقية أمس أن ما لا يقل عن 15 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 80 آخرين، في سلسلة تفجيرات هزت محافظة كربلاء جنوب بغداد. وأوضحت المصادر أن «دراجتين ناريتين مفخختين بالإضافة الى عبوتين ناسفتين انفجرت قرب دائرة الجنسية والسفر في المدينة». وقطعت القوات الأمنية الطرق المؤدية الى المدينة القديمة التي تضم ضريح الإمام الحسين وأخيه العباس. وتوعد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بملاحقة منفذي تفجيرات كربلاء والنخيب. وقال إن «الجريمة التي حصلت في كربلاء تدعو إلى رص الصف الوطني، وتؤكد الحاجة إلى توحيد الكلمة والامتناع عن التصريحات والتصرفات التي من شأنها تحقيق أهداف المجرمين ودعاة الطائفية، في إشعال الفتنة». وأضاف: «سنتابع التحقيق في هذا الخرق بكل جدية لتحديد موقع الخلل، وسنضرب بحزم، كل من يقف خلف هذه الجريمة وسابقتها جريمة النخيب، لأنها تجمع بين الجريمة السياسية والإنسانية». وفي الأنبار، أفادت مصادر في شرطة المدينة أن حصيلة انفجارين في بلدة الخالدية شرق المحافظة بلغت خمسة قتلى وجرحى بينهم ضابط وشرطي. وأوضحت أن «الانفجار الأول كان بعبوة ناسفة استهدفت منزل موظف في وزارة الشباب والرياضة، ما أسفر عن إصابة أحد المدنيين بجروح صادف مروره لحظة وقوع الانفجار، فيما انفجرت عبوة ثانية مستهدفة سيارات الشرطة التي هرعت إلى منطقة الحادث، ما أسفر عن مقتل ضابط في الشرطة برتبة ملازم أول وشرطي وإصابة مدنيين اثنين بجروح متفاوتة». وقامت القوات الأمنية بتطويق مكان الحادث، ونقلت جثث الضحايا الى المستشفى فيما أغلقت الطرق المودية الى مكان الحادث لساعات. وقال رئيس «مؤتمر صحوة» العراق الشيخ أحمد أبو ريشة إن «التفجيرات التي استهدفت اليوم (أمس) الأنبار وكربلاء تهدف الى إثارة الضغائن واستغلال ما جرى في حادثة النخيب قبل أيام». وقال إن «الأزمة ستحل بواسطة الإجراءات القانونية والقضائية». وأكد أبو ريشة، في اتصال مع «الحياة»، أنه «يواصل سعيه من خلال عناصر الصحوة لمعرفة المتورطين في حادثة النخيب وسيقوم بتسليمهم الى القضاء فور اعتقالهم والتعرف إليهم». وكانت حادثة النخيب تطورت بعدما اعتقلت قوة من مجلس محافظة كربلاء، وبالتعاون مع عمليات الأنبار، ثمانية من أهالي قضاء الرطبة في الأنبار، وتم اقتيادهم إلى محافظة كربلاء وسط إطلاق نار كثيف احتفالاً بالقبض عليهم، الأمر الذي أثار حفيظة أهالي الأنبار.