عرفت ملاعب كرة القدم الألتراس Ultras عام 1940 عندما تم تكوين أول فرقة في البرازيل البلد المعروف بولعه بكرة القدم، ثم انتقلت الظاهرة إلى أوروبا وتحديداً في يوغوسلافيا ثم كرواتيا. والألتراس كلمة لاتينية تعني الشيء الفائق أو الزائد - كما تعرفها موسوعة ويكيبيديا - وهي فئة من مشجعي الفرق الرياضية المعروفة بانتمائها وولائها لفرقها، وتوجد بشكل أكبر بين محبي الرياضة في أوروبا وأميركا الجنوبية. وتميل هذه المجموعات إلى استخدام الألعاب النارية أو «الشماريخ» كما يطلق عليها في دول شمال أفريقيا، وأيضاً القيام بالغناء وترديد الهتافات الحماسية لدعم فرقهم، كما يقومون بتوجيه الرسائل إلى اللاعبين. ولهذا النوع من التشجيع أربعة مبادئ أساسية تنظم وتميز أداءهم خلال المباريات وتؤكد على ضوابط مهمة ورئيسية وهي: - ألا يتوقف الغناء أو التشجيع خلال المباراة، ومهما كانت النتيجة. - يمنع الجلوس أثناء المباراة. - حضور أكبر عدد ممكن من المباريات (الذهاب والإياب)، بغض النظر عن التكاليف أو المسافة. - يظل الولاء قائماً للمجموعة المكونة (عدم الانضمام لأخرى). ومن الواضح أن هذه الطريقة في التشجيع قديمة جداً، إذ يصل عمرها إلى أكثر من 70 عاماً، وقد عرفت في ملاعب عدد من دول شمال أفريقيا، قبل أن تعرفها ملاعبنا، خصوصاً في تونس والمغرب ومصر. ويعتبر النادي الأفريقي التونسي أول الأندية العربية التي عرفت الألتراس، وكان ذلك في عام 1995، لتتمدد الفكرة وتستنسخ عربياً في بعض الأندية التونسية، ثم انتقلت إلى أندية المغرب والجزائر، ومن ثم تحولت إلى الأندية المصرية. أما محلياً، فقد بدأت في الموسم الماضي 2010-2011 من خلال مدرج النادي الأهلي، وبعد فترة قصيرة ظهرت في ناديي الاتحاد والهلال، واستمرت في النادي الأهلي، إذ وجدت الدعم من بعض أعضاء الشرف الذين شجعوا رابطة المشجعين، وأمّنوا لهم كل متطلبات النجاح. ولعل ما ميز رابطة المشجعين في النادي الأهلي، والتي نجحت من قبل في النشيد الأهلاوي، أنها استمرت في تطوير عملها، وحققت الضوابط الأربعة من خلال دعمها ومساندتها لفريق كرة القدم الأول، والفرق السنية الأخرى، بل ووقوفها ومساندتها للألعاب النادي المختلفة، وزحفها خلف فريق كرة القدم الأول في ملاعب المملكة المختلفة. وكان لهذا الوجود والحضور ما منحها الأفضلية بين مشجعي أندية دوري زين في الموسم الماضي، وعززت ذلك في مباراة فريقها في الجولة الأولى بدوري هذا الموسم أمام فريق الأنصار في المدينةالمنورة، لتحقق المرتبة الأولى في الحضور بما يزيد على 8 آلاف متفرج، بحسب إحصائية هيئة دوري المحترفين. وإذا كانت التاريخ الرسمي يقول إن النادي الأهلي طبق طريقة التشجيع الألتراس في عام 2011، فإن الأحداث والشواهد لن تنسى لجمهور قلعة الكؤوس تلك التشكيلات والتموجات التي صنعتها جماهير النادي الأهلي في عام 2007، والتي جعلت كثيراً من الأندية المحلية والخليجية تقلدها في طريقة وأسلوب تشجيعها. وحتى يظهر لنا جمهور آخر، يبقى جمهور النادي الأهلي هو الأول تطبيقاً، وتنظيماً، وحضوراً فاعلاً تعكسه كاميرات المصورين وأرقام الملاعب، و«اللي موقد اللعب لا يلعب». [email protected]