دمشق - «الحياة»، أ ف ب - أعلن المدعي العام في مدينة حماه عدنان بكور استقالته من منصبه عبر شريط مصور احتجاجاً على أعمال القمع، لكن السلطات السورية قالت إن تصريحاته انتزعت منه تحت «تهديد وقوة السلاح» من قبل «مجموعات إرهابية مسلحة» بعد خطفه. وكان المدعي العام قال عبر شريط مصور بثّته مواقع إلكترونية وقناة «الجزيرة» مساء الأربعاء «أنا المحامي العام في محافظة حماه عدنان محمد بكور أعلن استقالتي من منصبي في ظل نظام الأسد وعصابته». وأورد المدعي في الشريط أسباب استقالته والتي تتلخص بقتل 72 سجيناً من المتظاهرين السلميين والناشطين السياسيين في السجن المركزي في حماه يوم الأحد 31 تموز (يوليو) ودفنهم بمقابر جماعية. كما تحدّث عن «مقتل 420 شخصاً على أيدي رجال الأمن والشبيحة ودفنهم بمقابر جماعية وإجباره على تقديم تقرير بأنهم قتلوا علي أيدي العصابات المسلحة إضافة إلى الاعتقال العشوائي الذي طاول نحو عشرة آلاف شخص»، على حد قوله. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن محافظ حماه أنس الناعم أن «المحامي العام بكور أجبر من جانب خاطفيه على تقديم معلومات كاذبة لطالما سعت القنوات الفضائية لترويجها حول تصفية مواطنين في حماه ضمن أهداف الحملة الإعلامية ضد سورية ما يشير إلى أن تلك القنوات أصبحت شريكاً في الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية ضد المواطنين الأبرياء في سورية». كما نقلت عن مصدر مسؤول في حماه أن هذه الاعترافات «انتزعت من بكور تحت تهديد وقوة السلاح» معتبراً أنها «محض افتراءات فبركتها المجموعات الإرهابية المسلحة التي نفذت عملية الخطف». واعتبر هذا الخبر «لعبة قذرة من آلاعيب قناة الجزيرة التي تسعى بكل السبل لتضليل الرأي العام وللحصول على تصريحات كاذبة على لسان شخصية لها أهميتها في المجتمع السوري وهي تعد أيضاً مشاركة واضحة وربما بتنسيق مدبر مسبق من قبل القناة المذكورة لتنفيذ عملية الخطف وانتزاع الاعترافات». لافتاً إلى أن «وسائل الإعلام المحلية بثت نبأ خطف المحامي العام وسائقه ومرافقه من الساعة الأولى للعملية الإجرامية التي تمت الاثنين الماضي على مدخل بلدة كرناز أثناء توجهه إلى عمله في عدلية حماه قادماً من قريته»، وندّد المصدر ب «الافتراءات» التي تمارسها قناة «الجزيرة» واتهمها ب «أتباع هذا الأسلوب بهدف النيل من سيادة سورية وشعبها». وبث التلفزيون السوري مساء الأربعاء شهادتي سائق بكور ومرافقه حول «تفاصيل عملية خطف المحامي العام بحماه على يد مجموعة إرهابية مسلحة». وكانت الوكالة السورية للأنباء أفادت الاثنين بأن «مجموعة مسلحة خطفت اليوم 29 آب (أغسطس) القاضي عدنان بكور المحامي العام بحماه أثناء توجهه إلى عمله (...) مع سائقه بهاء اليوسف ومرافقه محمد صدراوي على طريق كفر نبوذة - كرناز»، وأشارت إلى أن «لدى وصولهم إلى قرية كرناز اعترضهم سبعة مسلحين ببنادق حربية وأسلحة رشاشة كانوا يستقلون سيارة بيك أب من نوع تويوتا وسيارة من نوع مازدا واقتادوهم إلى جهة مجهولة تحت تهديد السلاح». على صعيد آخر، ذكرت «سانا» أن أهل المرحوم العقيد محمد السهو «يؤكدون أنه توفي وفاة طبيعية نتيجة أزمة قلبية وأن جثته سليمة من أي أثر، وأنهم يرفضون رفضاً قاطعاً الاستثمار الإعلامي المفلس لقناة العربية التي زعمت أنه قتل بعد انشقاقه عن الجيش».