دمشق، عمان، فيينا، نيقوسيا - «الحياة»، ا ب، أ ف ب، رويترز - واصلت قوات الأمن السورية أمس حملة الدهم في أنحاء مختلفة من البلاد، لا سيما في حماة حيث اعتقلت المعارض حسن زهرة، فيما قتل شخصان خلال عمليات في حمص وتوفيت طفلة متأثرة بجروح اصيبت بها الاربعاء، وجدد ناشطون دعوتهم الى التظاهر اليوم في «جمعة الموت ولا المذلة». في هذا الوقت، قالت مصادر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ان سورية تراجعت عن وعدها بالتعاون بسرعة مع تحقيق الاممالمتحدة حول انشطتها النووية، وقالت من دون ان توضح الاسباب انها لا تستطيع تقديم اي معلومات اضافية قبل تشرين الاول (اكتوبر) المقبل، او السماح لمفتشي الوكالة بالوصول الى مواقع مرتبطة بالموقع النووي الذي قصفه الطيران الاسرائيلي في 2007. ونقلت وكالة «اسوشييتدبرس» عن ديبلوماسيين في الوكالة الذرية قولهم ان هذا التأخير سيزيد القلق المتعلق بأن دمشق كانت في المراحل الأولى من برنامج سري لانتاج البلوتونيوم والذي يمكن استخدامه مع اليورانيوم المخصب لانتاج اسلحة نووية. واشار الديبلوماسيون الى ان رئيس الوكالة يوكيا امانو سيبلغ مجلس حكام الولاية الذي يجتمع في 12 الشهر الحالي بعدم قدرته على تحقيق تقدم في الملف السوري بسبب عدم تعاون دمشق. ميدانيا، ذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان «مواطناً قتل فجر الخميس خلال اقتحام عناصر من جهاز الامن العسكري لحي النازحين» في مدينة حمص، حيث «سمع اطلاق رصاص في باب سباع واحياء اخرى» في هذه المدينة، وذلك غداة «تظاهرات حاشدة شهدتها أحياء الخالدية والبياضة والقصور والحمرا والغوطة وباب الدريب وباب السباع». وفي جبل الزاوية (شمال غرب)، ذكر المرصد ان «مواطناً قتل الخميس واصيب خمسة بجروح اثر اقتحام قوات عسكرية وامنية لقرية الرامة». وتابع «كما توفيت فجر الخميس طفلة (10 اعوام) متأثرة بجروح اصيبت بها مساء الاربعاء خلال اطلاق رصاص في مدينة دير الزور (شرق سورية)». وفي حماة، واصلت قوات الأمن حملات الدهم لليوم الثاني على التوالي، خصوصاً في منطقتي الصابونية والمرابط بعدما اعتقلت عشرات الاشخاص في حيين آخرين في المدينة في الليلة السابقة. واعلن المرصد في بيان ان اجهزة الامن اعتقلت «صباح الخميس المعارض البارز حسن زهرة من منزله في مدينة السلمية (ريف حماة) مطالباً بالافراج الفوري عنه. وأوضح ان زهرة (67 عاما) سبق سجنه «بتهمة الانتماء إلى حزب العمل الشيوعي واعتقل أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية بتهمة تنظيم التظاهرات». ونفذت قوات أمنية حملة دهم واعتقالات في دمشق وريفها ودير الزور والقامشلي ودرعا وإدلب والزبداني، كما جرت تظاهرات في حمص وحماة واللاذقية وادلب وريفها ودرعا وريفها وفي القامشلي ودير الزور. يأتي ذلك فيما جدد ناشطون دعوتهم الى التظاهر اليوم في «جمعة الموت ولا المذلة». وذكر ناشطون على صفحة «الثورة السورية» في موقع التواصل الاجتماعي «في جمعة الموت ولا المذلة كلنا رايحين شهداء بالملايين» مؤكدين ان تظاهراتهم «سلمية». الى ذلك، ذكرت السلطات السورية ان إعلان المدعي العام في مدينة حماة عدنان بكور استقالته من منصبه «احتجاجاً على اعمال القمع» جاء تحت «تهديد وقوة السلاح» من قبل «مجموعات ارهابية مسلحة» بعد خطفه الاثنين الماضي، واتهمت بعض وسائل الاعلام، وخصوصاً قناة «الجزيرة» ب»التضليل». وكان بكور أعلن استقالته من منصبه عبر شريط مصور احتجاجاً على اعمال القمع، وتتلخص «بقتل 72 سجيناً من المتظاهرين السلميين والناشطين السياسيين في السجن المركزي في حماة يوم الاحد 31 تموز (يوليو) ودفنهم بمقابر جماعية»، غضافة الى «مقتل 420 شخص على يد رجال الامن والشبيحة ودفنهم بمقابر جماعية واجباره على تقديم تقرير بأنهم قتلوا علي يد العصابات المسلحة، فضلاً عن الاعتقال العشوائي الذي طال نحو عشرة آلاف شخص»، على حد قوله. ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن محافظ حماة انس الناعم ان «بكور اجبر من جانب خاطفيه على تقديم معلومات كاذبة لطالما سعت القنوات الفضائية لترويجها حول تصفية مواطنين في حماة ضمن اهداف الحملة الاعلامية ضد سورية ما يشير إلى أن تلك القنوات أصبحت شريكاً في الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية ضد المواطنين الأبرياء في سورية». كما نقلت عن مصدر مسؤول في حماة ان «ما بثته قناة الجزيرة على لسان المحامي العام المخطوف والتي تعرض فيها لأكاذيب عن ممارسات عارية عن الصحة جملة وتفصيلاً انتزعت من بكور تحت تهديد وقوة السلاح» معتبرا انها «محض افتراءات فبركتها المجموعات الارهابية المسلحة التي نفذت عملية الخطف».