قيل: «وما الأحمق؟»، قال: «من صفاته أنه مستدير الرأس واللحية، ووجهه شديد الغلظة، وفي عينيه بلادة وحركة، وإن جحظتا فهو وقح مهذار، وإن كان كثير اللحم صلباً فهو دليل على غلظ الحس والفهم والغباوة والجهل في الطول أكثر. أما أخلاق الأحمق فمنها الخفة والجفاء والغرور والسفه والجهل والتواني والخيانة، وهو إن استغنى بطر، وإن افتقر قنط، وإن سُئل بخل، وإن سأل ألحّ، وإن قال لم يحسن، وإن قيل له لم يفهم، وإن ضحك نهق، وإن بكى خار، ويتحدث من غير منفعة، ولا يفرق بين صديقه وعدوه، ويتكلم بما يخطر على قلبه، ويتوهم أنه أعقل الناس». بعد سرد هذه الصفات والتمعن فيها بحثت، فوالله لم أجدها عند أحد مثل أعرابي في العراق يدعى مقتدى الصدر، وهذا الغلام تحدث أخيراً مهدداً باجتياح المملكة إذا أسيء إلى أحد آياته في البحرين، ويدعى عيسى قاسم، وهذا الأخير جاء من إيران إلى البحرين عام 1421 بعدما تتلمذ هناك في قم. أفبعد ذلك يشككون في المشروع الإيراني؟ عودة إلى الغلام الصدر؛ فهو يبحث عن دور، وأقصر الطرق للحصول على هذا الدور الذي يقرره أسياده المعممون في إيران هو التمادي على هذه البلاد، يريد اجتياحها، فلتضحكوا، ولتواصلوا الضحك، فلم يبقَ إلا الرعاع ليتمادوا علينا! ترى هل يعلم عمن يتحدث هذا الغلام؟ فوالله لن ننتظر مَن يقول لنا قوموا، بل لن يقعد أحد منا قبل أن ينال نصيبه من هذا المسخ ومَن خلفه. ثارت ثورة شهريار بعدما سمع حديث الغلام، وقال: «أليس الصدر هو ذلك الأحمق الذي يسعى إلى المرجعية ولم ينلها حتى الآن لتناحته؟»، فقالت: «بلى يا مولاي، هو ذاك»، فعاد وقال: «هو ذلك الصدر الصغير الذي يبحث عمن يلتفت إليه؟»، فقالت: «نعم يا سيدي، هو بعينه»، فقال: «الأمر بسيط؛ فما دام يريد أن يكبر ولم يجد وسيلة، فلماذا لا يقوم بجراحة ويستخدم السيليكون؟». هنا لم تمسك شهرزاد نفسها من فرط الضحك، وهي تشعر بالحياء، لكن أدركها الصباح، وسكتت عن الكلام المباح. [email protected]