ليس أبلغ مما قاله العلاّمة الشيخ الدكتور/يوسف القرضاوي عن الكلمة التي يمكن أن يوجهها للقذافي عشية قصفه للمدنيين في طرابلس ، إذ أجاب: (إن الخطاب يُوجه عادة إلى عاقل وأما عدا ذلك فمضيعة للوقت). هكذا كان صبر الشعب المبتلى بهذا الأحمق طيلة 42 عامًا .. صبر ليس قبله ، وربما ليس بعده ، صبر على جاهل متغطرس ، وأحمق عنيد ، قوله سقيم وفعله ذميم (على حد وصف العرب) ، ولا يغرنك من العقيد الأهوج حسن ملبسه ونظافة زيه وتلميع وجهه. ومما تذكره الأعراب عن الحمقى ما رواه الأصمعي إذ قال: (رأيت بالبصرة شيخًا له منظر حسن ، وعليه ثياب فاخرة ، وحوله حاشية وهرج ، وعنده داخلون وخارجون ، فأردت أن اختبر عقله ، فسلمت عليه وقلت له: ما كنية سيدنا ؟ فقال: أبو عبد الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. قال الأصمعي: (فضحكت منه ، وعلمت قلة عقله وكثرة جهله). وهكذا تحدث العقيد ، ويا ليته سكت ، فأطال حتى انصرفت عنه الفضائيات المستقلة ، وبقيت الفضائية الرسمية تنقل هذره وكذبه ، وصفاقته وجهله ، إذ شرّق وغرّب ، ولم تكن المحصلة سوى ألفاظ بذيئة لا تليق بسوقي أمي جاهل فضلا عن (زعيم ثورة) فقد شتم فيها شعبه ، وهدّد بها بني قومه ، وكأن الناس عبيد تمّلك رقابهم واشترى حريتهم. ومن قبله تحدث ابنه المختل فندد وشجب ، وهذر وكذب ، ووصف الأحرار بالسكارى ومتعاطي المخدرات ، الذين أسبغ عليهم والده صفة أخرى فجعلهم أشباها للجرذان والكلاب. وصدقت العرب إذ وصفت الأحمق فقالت إنه (لا ينظر في العواقب ، ويثق بما لا يعرف ، يُعجب بنفسه ، كلامه كثير. يتمتع بسرعة الجواب ، وكثرة الالتفات ، والخلو من العلم ، والعجلة والخفة والسفه والظلم والغفلة والسهو والخيلاء ، إن استغنى بطر ، وإن افتقر قنط وإن قال أفحش ، وإن سُئل بخل ، وإن سأل الحّ ، وإن قال لم يحسن وإن قيل له لم يفقه). السؤال المهم أيها الاعزاء: أي هذه الصفات يا ترى لا يتمتع بها العقيد القذافي قائد ثورة الفاتح ، ومؤسس (الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى) وذريته من ورائه؟ سؤال صعب بحق وحقيق. وصدق الشاعر لكل داء دواء يستطبّ به إلا الحماقة أعيت من يداويها .