، أن أعرابياً وسيماً حليماً عنيداً صنديداً عالماً هائماً فاهماً غائباً، كان يعيش في قومٍ صغيرهم رشيد وبأسهم شديد، يأكلون الحصى، ويخللون أسنانهم بأسياخ الحديد، إن ضحك أحدهم ظننته وعيداً، ويروى أن هذا الشيخ كثير الأسفار، ويلبس ملابس الفرنجة ومنها «البنطلون»، وإن تحدث به أحدهم نسبه للمطبلين، تجده في السلم على خط النار، يدعو للتسرع في كل أمر، ومنه التبرع، يهوى الإثارة، ولو اضطره ذلك لاستخدام قيثارة. قيل وما شأن الرجل، فرد أحدهم، يُحكى أن لديه في كل أرض مندسين ومصادر، وإن لم يكن لديه... يبدأ بإعداد هذه الكوادر، ويُقال إنه أفشى أخيراً واحداً من الأسرار لواحد من عناصر بشار، قيل ما ذاك السر ياغلام، فقال: حدثنا الأعرابي أن مصادره ذات المصداقية أكدت أن وزير الدفاع الجديد ينوي الانشقاق بالتحديد، وقلنا: وأين الخطأ في ذلك؟ فقال: إما وإنكم تستفسرون، فسأبلغكم بما تجهلون، فلو كان ذاك الوزير يسعى لما أُثير، لما عرف عنه أعرابي ولا خفير، أيسر المرء أمر وينادي به جهراً؟ فقلنا والله أصبت يافتى، لكن ما حاجة الأعرابي إلى ذلك القول، فصمت برهة وهو عابس، وقال: اختلف العلماء، فمنهم من خرج بعلم الأنثربولوجيا وآخرون أوجدوا لنا علماً يُدعى الهذرلوجيا، ويبدو أنها استفحلت في يومنا هذا... [email protected]