الزاوية (ليبيا) - رويترز - سيطر معارضون ليبيون على مصفاة نفط في بلدة الزاوية بغرب البلاد وأغلقوا الطريق السريع الرئيسي شمالي العاصمة اليوم الخميس مما يزيد من عزلة معقل الزعيم الليبي معمر القذافي في طرابلس. وأدى تقدم المعارضين في الايام القليلة الماضية إلى قطع طرق الامداد الرئيسية عن قوات القذافي بعد جمود في الصراع استمر لشهور مما يضع ضغطا لم يسبق له مثيل على القذافي الذي يحكم ليبيا منذ 41 عاما. وسيطرت مجموعات صغيرة من مقاتلي المعارضة على مجمع مصفاة النفط في الزاوية على بعد نحو 50 كيلومترا غربي طرابلس على الطريق السريع الذي يربط طرابلس وتونس دون اثر لقوات القذافي التي قاتلت من أجل الحفاظ على المصفاة. وقال صالح عمران (31 عاما) وهو مقاتل من الزاوية تحدث إلى رويترز داخل مجمع المصفاة "استمرت المعركة (من أجل السيطرة على المصفاة) ليومين لكن المعركة الاساسية كانت الليلة الماضية. سيطرنا الليلة الماضية." وأضاف أن المعارضين اشتبكوا مع حوالي 150 من قوات القذافي الذين فروا في وقت لاحق من المصفاة على متن زوارق. وقال أطباء في مستشفى على بعد كيلومترات قليلة جنوبي الزاوية إن تسعة أشخاص قتلوا وأصيب 45 على الاقل في قتال حول البلدة وفي المصفاة أمس وإن غالبية الضحايا من المعارضين وأضافوا أن قوات القذافي قصفت منزلا بالقرب من المستشفى بصواريخ جراد. وسيطر المعارضون على بلدة غريان على بعد 80 كيلومترا جنوبي طرابلس ووضعوا دبابة ومدفعا مضادا للطائرات في الميدان الرئيسي. وقال مقاتل ذكر أن اسمه محمد "استولينا على دبابة ومدفع مضاد للطائرات من قوات القذافي. وسنذهب إلى طرابلس في الخطوة المقبلة." وتقدمت قوات المعارضة الليبية عدة كيلومترات شمالي غريان في وقت لاحق اليوم واشتبكت مع مقاتلين من قوات القذافي. وارتفع سحب من الدخان من ناحية مكان القتال وسمع صحفي من رويترز إطلاق نار وانفجار صواريخ جراد. وقلل متحدث باسم الحكومة الليبية من أهمية المكاسب التي حققها المعارضون في الاونة الاخيرة وقال إن الحكومة مازالت تسيطر على ليبيا. وقال موسى إبراهيم في تصريحات نقلتها وكالة الجماهيرية للانباء إن ما يحدث مجرد أزمة ستستمر أياما ثم تنتهي. ومكان القذافي غير معروف. وبمساعدة مقاتلات حلف شمال الأطلسي وطائرات الهليكوبتر المقاتلة والحصار البحري غيرت المعارضة اتجاه المعركة في الأيام القليلة الماضية بعد جمود دام لأسابيع. وقال مسؤول أمريكي أمس الاربعاء إن الولاياتالمتحدة أرسلت طائرتي استطلاع جديدتين لعمليات مراقبة فوق ليبيا. ولم يتضح عدد طائرات الاستطلاع الامريكية التي تعمل بالفعل في ليبيا. وعلى الجبهة الشرقية قال معارضون إنهم أحكموا سيطرتهم حول بلدة البريقة النفطية لكن خسائر كبيرة في الارواح لحقت بهم في القتال على مدى الايام القليلة الماضية. وقال المتحدث موسى محمود المغربي إن المعارضين سيطروا بالكامل على منطقة العرقوب وتقع المنطقة على بعد ستة كيلومترات جنوبي البريقة على طريق امداد لقوات القذافي. وأفاد إحصاء للتقارير الواردة من المعارضين والعاملين في المستشفيات بأن نحو 40 معارضا قتلوا وأصيب قرابة مئة في البريقة والمنطقة المحيطة بها على مدى الايام العشرة الاخيرة. ويبدو أن القذافي البالغ من العمر 69 عاما معزول بينما تقترب قوات المعارضة منه وتتعهد بدخول طرابلس بحلول نهاية الشهر. وقال صحفي من رويترز في طرابلس التي تقصفها طائرات حربية تابعة لحلف شمال الاطلسي منذ شهور إنه سمع عدة انفجارات من وسط المدينة في ظهر اليوم. وقال متحدث باسم المعارضة من مدينة مصراتة التي تسيطر عليها الى الشرق من طرابلس إن المعارضة عثرت على جثث مدنيين مدفونين مشيرا الى أن قوات القذافي قتلتهم. وأضاف "عثرنا على مقبرة جماعية تحتوي على 150 جثة في طوارغة. هذه جثث مدنيين خطفهم الموالون للقذافي من مصراتة." وتابع أن المعارضة عثرت على تسجيل فيديو "يظهر خاطفين يذبحون أناسا". وقال المتحدث إن قوات المعارضة الآن خارج مكان يسمى الهيشة على بعد نحو 100 كيلومتر غربي مصراتة على الطريق الى طرابلس. وأضاف "إنهم الآن على الطريق الساحلي." ومصفاة الزاوية واحدة من مصادر الوقود القليلة لقوات القذافي والمواطنين في طرابلس. وقال معارضون إن المصفاة أغلقت لكن لم ترد إشارات على وقوع أضرار كبيرة لأن معظم القتال كان بالاسلحة الخفيفة. وقال قائد للمعارضة إن خط الأنابيب الذي يربطها بطرابلس قطع يوم الثلاثاء. وينفي المجلس الوطني الانتقالي المعارض إجراء محادثات سرية مع القذافي لإنهاء الصراع. ___________ * اولف ليسينغ وايفون بيل