بدا الرئيس المصري السابق حسني مبارك في الجلسة الثانية لمحاكمته العلنية أمس أكثر إعياء وإرهاقاً مما كان عليه في الجلسة الأولى في 3 آب (أغسطس) الجاري. كما ظهر نجلاه علاء وجمال أكثر شحوباً، وفقدا وزناً إضافياً. وقد لا يتسنى لمشاهدي التلفزيون متابعة الجلسات التي قررت المحكمة إرجاءها الى الخامس من الشهر المقبل، بعدما ضمت إليها ملف وزير الداخلية السابق حبيب العادلي، إذ قرر رئيس المحكمة القاضي أحمد رفعت وقف البث التلفزيوني لجلسات المحاكمة «حفاظاً على الصالح العام». مبارك حضر إلى قاعة المحاكمة، وقد تخلص من زي الحبس الاحتياطي الأبيض وارتدى سترة زرقاء خاصة على الأرجح بالمركز الطبي العالمي الذي يخضع فيه للعلاج. وبدا جلياً أن النجلين ضاقا بالتصوير التلفزيوني لوالدهما فكرر علاء تغطية عدسة التلفزيون بيده أثناء إنزال والده من سيارة الإسعاف التابعة للقوات المسلحة التي أقلته إلى القاعة، وهو التصرف نفسه الذي أقدم عليه في نهاية الجلسة الأولى. كما حرص علاء وجمال على إخفاء والدهما عن كاميرات التلفزيون وظلا واقفين طوال الجلسة، فيما المقاعد داخل القفص خاوية. وأودع الثلاثة قفص الاتهام لأكثر من 15 دقيقة حتى حضرت هيئة المحكمة. وظل مبارك مغمض العينين في أغلب هذه الدقائق واضعاً يده اليسرى، وفيها كنيولة طبية على جبهته التي قبلها نجله الأكبر علاء أثناء وجودهم في القفص. وسبَّب طول الانتظار تجهماً وضيقاً ظهر على ملامح نجلي مبارك. وتخلى الرئيس السابق ونجلاه عن عبارة التفخيم التي خاطبوا بها رئيس المحكمة في الجلسة الأولى. فحين ناداهم، رد مبارك: «موجود»، وعلاء: «أيوه، نعم، موجود»، وجمال «موجود». وكان الثلاثة ردوا في الجلسة الأولى على النداء : «أفندم أنا موجود». غير أن هذا التجهم والوجوم انقلب فرحة وابتسامات في الدقيقة الأخيرة من جلسة المحكمة، إذ ما أن انتهى رئيس المحكمة من تلاوة قراراته وأعلن رفع الجلسة، حتى ردد أنصار لمبارك داخل القاعة هتافات تأييد له: «يا ريس... يا ريس... بنحبك». ما أدخل السرور على نفوس مبارك ونجليه، فما أن سمع الابنان هذه الهتافات حتى وقفا في قفص الاتهام بعدما كانا يهمان بتحريك السرير الطبي المستلقي عليه والدهما إلى خارج القفص. وظل علاء مبارك مبتسماً يحيي المؤيدين، وسارع جمال فانحنى على أذن والده المعروف عنه ضعف السمع ليبلغه أن أنصاره يهتفون تأييداً له، ثم نهض بملامح فرحة ملوحاً بعلامة النصر. أما مبارك فرد على الهتافات بتحية مردديها، ملوحاً بيديه حتى توارى عن الأنظار. ولوحظ أن التلفزيون الرسمي هذه المرة اكتفى ببث وقائع المحاكمة فقط من دون تصوير المتهمين لدى مغادرتهم قاعة المحكمة تجنباً في ما يبدو لنقل أي تصرفات قد تثير انتقادات مثل ما حدث في الجلسة الأولى حين حيَّا ضباط في الجيش والشرطة نجلي مبارك والعادلي.