أخيرا شاهد المصريون والعالم الرئيس المصري السابق حسني مبارك في قفص الاتهام ليحسم الشكوك حول حضوره أم لا، وحضر الرئيس السابق على سرير طبي نقال محاكمته التاريخية التي بدأت أمس أمام محكمة جنايات القاهرة، ونفى من داخل قفص الاتهام كل ما نسب إليه من جرائم، وخصوصا القتل العمد للمتظاهرين أثناء الانتفاضة الشعبية التي أسقطته في 11 فبراير الماضي بعد أن حكم مصر 30 عامًا بلا منازع. وعرض التلفزيون المصري الذي يبث وقائع المحاكمة على الهواء، لقطات لمبارك وهو داخل قفص الاتهام على سرير طبي أثناء المحاكمة، ولم يظهر الا وجهه وبدا في كامل وعيه، كما ظهر نجلا الرئيس السابق، علاء وجمال، اللذان يحاكمان معه في نفس القضية بتهمة الفساد المالي، داخل قفص الاتهام في الملابس البيضاء التي يرتديها المحبوسون احتياطيًا في السجون. وكان ممثل النيابة العامة قد قام بتلاوة لائحة الاتهامات الموجهة إلى مبارك ونجليه علاء وجمال وصديقه حسين سالم، وبينها قتل المتظاهرين وإهدار المال العام وتصدير الغاز المصري بأقل من أسعاره العالمية لإسرائيل. وبعد ذلك قام المستشار أحمد رفعت رئيس المحكمة بالنداء على المتهمين، ورد مبارك «أفندم أنا موجود» وعندما سأله رئيس المحكمة عن تعليقه على اتهامات النيابة نظر مبارك إلى ابنه علاء الذي همس في أذن والده وأعطاه الميكرفون حيث قال مبارك بصوت واضح وإن كان متهدجا «كل هذه الاتهامات أنا أنكرها تماما». ورد علاء على الاتهام بالقول: »أنكرها جميعا»، بينما قال جمال: »أنكرها كلها تماما». وكان للمدعين بالحق المدني الكثير من الطلبات بينها شهادات عدد من المسؤولين السابقين في التليفزيون المصري وضم أشرطة تصوير الأحداث الخاصة بكل من التلفزيون المصري وقنوات الجزيرة والعربية والمحور، وطلبوا دفتر الأحوال المدنية بوزارة الداخلية لمعرفة الجناة الحقيقيين الذين شاركوا في قتل المتظاهرين. وطالبوا أيضا باستدعاء الممثلين القانونيين عن شركات المحمول الثلاثة لسؤالهم عن قطع الاتصالات وقت الثورة. كما طالب ممثلون عن هيئة قضايا الدولة بتعويض مليار جنيه مصرى للدولة المصرية من المتهمين عن الخسائر والتلفيات التي لحقت بالممتلكات العامة والخاصة والتي اضطرت الخزائة العامة إلى تخصيص موارد للتعويض عنها. وانطلقت المحاكمة صباح أمس بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرةالجديدة، وسط متابعة حثيثة من جموع المصريين الذين تحلقوا حول أجهزة التلفزيون التي تنقل وقائع الجلسة على الهواء مباشرة وهم يترقبون رد فعل رئيسهم السابق حينما ينادي عليه رئيس المحكمة باعتباره متهما. وكان رئيس المحكمة قد استهل المحاكمة بالقضية المتهم فيها وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومعاونيه الستة بقتل المتظاهرين، حيث نادى عليهم واحدا واحدا لإثبات حضورهم. وخلال الوقائع ظل مبارك راقدا على سرير طبي وبجواره وقف نجلاه علاء الذي يحمل مصحفا وجمال اللذان أخذا يتبادلان من حين لآخر الحديث مع والدهما الراقد علي سريره الطبي والذي ظهر مثبتا في يده جهاز طبي متصل بالوريد لإعطائه المحاليل إذا تطلبت حالته الصحية ذلك، وأمر رئيس المحكمة برفع الجلسة للمدوالة. وظهر جمال مبارك بعد بدء المحاكمة واقفا في ثبات في قفص الاتهام خلف السرير الذي يرقد عليه والده وكان ينحني بين الحين والآخر ليتحدث معه بينما وقف بجواره شقيقه علاء الذي كان يتحرك كثيرا وينظر إلى الامام تارة والخلف تارة اخرى ويجلس احيانا على مقعد داخل القفص، ووضع مبارك معظم الوقت ذراعه على جبينه حتى لا يظهر وجهه بينما حاول نجله جمال أن يقف امامه ليحجبه على ما يبدو عن الكاميرات.