دمشق، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - قتل 23 شخصاً في حملة القوات السورية التي تواصلت أمس في مدينة اللاذقية، خصوصاً في حي الرمل الجنوبي الذي قصفته زوارق حربية تستخدم للمرة الأولى في حملة النظام لقمع التظاهرات المناهضة له، فيما اقتحمت قوات أمنية وعسكرية ضاحيتين في ريف دمشق وشنت حملة اعتقالات واسعة رافقها إطلاق كثيف للرصاص وقطع للاتصالات. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن إن 21 شخصاً على الأقل قتلوا أمس وجرح آخرون في عملية عسكرية على حي الرمل الجنوبي في اللاذقية (غرب البلاد) جرت من محاور عدة وشملت قصفاً من زوارق حربية سورية. وأشار إلى «إصابة العشرات بجروح الكثير منهم في حال خطرة في حي الرمل الجنوبي ومخيم الرمل». ولفت إلى مقتل شخصين في حي قنينص في اللاذقية الذي شهد إطلاقاً كثيفاً للرصاص. وذكر أنه «يتم قصف حي الرمل من زوارق حربية واقتحام الحي يتم من محاور عدة»، موضحاً أنه «يصعب التحقق من عدد الشهداء والجرحى بسبب استمرار إطلاق النار الكثيف». وأشار إلى «نزوح عدد كبير من (سكان) الأحياء التي تشهد عمليات أمنية وعسكرية، خصوصاً النساء والأطفال، باتجاه جبلة (35 كلم جنوب اللاذقية) ومدن مجاورة لها». وأضاف أنه «يتم إطلاق نار كثيف جداً من مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة» في الحي نفسه، مشيراً إلى «وجود للقناصة على الأبنية المحيطة». وأشار إلى دوي «انفجارات قوية في حيي مسبح الشعب والرمل المتجاورين». وأوضح أن «إطلاق نار كثيفاً سمع في السكنتوري»، مشيراً أيضاً إلى «إطلاق قذائف آر بي جي في الحي». وفي الوقت نفسه، تحدث المرصد عن «إطلاق نار كثيف عند مداخل الأحياء المحاصرة والمتاخمة للرمل مثل عين التمرة وبستان السمكة وبستان الحميمي». وأضاف أن «حي بستان الصيداوي الذي يقع بين سكنتوري والأشرفية يشهد إطلاق نار كثيفاً جداً وسمعت انفجارات شديدة وتحدثت أنباء عن إصابة طفل حتى الآن». وأكد سكان وناشطون أن البحرية السورية قصفت منطقتين بهما كثافة سكانية مرتفعة في اللاذقية أمس. وقال شاهد في مكالمة هاتفية من اللاذقية: «يمكنني أن أرى شبح سفينتين رماديتين. إنهما تطلقان النيران وتسقط المقذوفات في منطقتي الرمل الفلسطيني والشعب السكنيتين». وبثت شبكة «شام» الإخبارية المعارضة على الإنترنت شريطاً مصوراً لطفلة في الثانية من عمرها تدعى علا جبلاوي قالت إنها «قتلت برصاصة في العين أطلقها جيش الأسد» في اللاذقية أمس، لكنها لم تحدد الحي الذي سقطت. وأشار «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» إلى «إطلاق نار في حي القلعة وكذلك إطلاق نار متقطع في الصليبة»، مضيفاً أن «الأحرار يتجمعون في الأشرفية ويسدون أحد المنافذ بحاويات القمامة لمنع الأمن من الوصول الى الصليبة»، كما أعلن أنه «تم إيقاف حركة القطارات من اللاذقية وإليها». وفي منطقة الخالدية في حمص، خرجت أمس تظاهرة نسائية كبيرة، بحسب شبكة «أوغاريت» الإخبارية المعارضة التي بثت لقطات من التظاهرة أظهرت لافتات كتب على إحداها: «النصر صبر ساعة»، وعلى أخرى: «لن نستسلم، ننتصر أو نموت». ويأتي ذلك بالتزامن مع حملة أمنية وعسكرية في ضاحيتين في ريف دمشق فجر أمس، حيث جرت اعتقالات رافقها إطلاق كثيف للرصاص وقطع للاتصالات. وذكر المرصد أن «قوات عسكرية وأمنية كبيرة اقتحمت عند الساعة الثانية من صباح أمس ضاحيتي سقبا وحمورية ب15 شاحنة عسكرية وثماني حافلات أمن كبيرة وأربع سيارات جيب». وأوضح أن هذه القوات «بدأت عملية اعتقالات واسعة، وسُمع صوت إطلاق رصاص كثيف في المنطقة»، كما أشار إلى أن «الاتصالات الأرضية والخليوية قطعت عن ضاحية سقبا فجر» أمس. وكان المرصد أوضح كذلك أن الاتصالات الهاتفية والإنترنت انقطعت عن معظم أحياء اللاذقية منذ السبت. وكانت عشرون آلية عسكرية مدرعة تضم دبابات وناقلات جند تمركزت أول من أمس قرب حي الرمل الجنوبي الذي يشهد تظاهرات كبيرة مطالبة بإسقاط النظام مستمرة منذ انطلاق الثورة السورية منتصف آذار (مارس) الماضي، وقتل ثلاثة أشخاص برصاص قوات الأمن، اثنان في اللاذقية وثالث في حمص. ومساء السبت، تحدث المرصد عن «إطلاق رصاص كثيف في أحياء الصليبة ومشروع الصليبة وقنينص وسكنتوري والفاروس وحي السجن» في اللاذقية. وقال إن «الأهالي يردون عليها بالتكبير والهتافات بإسقاط النظام».