دخلت الحرب التي يشنها النظام السوري ضد أبناء بلده مرحلة جديدة، حيث استخدمت خلالها الزوارق الحربية التي دكت أحياء مدينة اللاذقية مخلفة وراءها ما بين 23و25 شهيدا فضلا عن عشرات الجرحى، فيما اقتحمت قوات أمنية وعسكرية ضاحيتين في ريف دمشق وشنت حملة اعتقالات واسعة رافقها إطلاق كثيف للرصاص وقطع للاتصالات، كما ذكر ناشط حقوقي. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن "إن 21 شخصا على الأقل قتلوا أمس وجرح آخرون في عملية عسكرية على حي الرمل الجنوبي في اللاذقية (غرب) جرت من عدة محاور وشملت قصفا من زوارق حربية سورية. وأشار عبدالرحمن إلى "إصابة العشرات جروح الكثير منهم خطرة في حي الرمل الجنوبي ومخيم الرمل". وأضاف "كما قتل شخصان في حي قنينص في اللاذقية" الذي شهد إطلاقا كثيفا للرصاص. وذكر المرصد أن حي الرمل يتعرض لقصف من زوارق حربية واقتحام الحي من عدة محاور، موضحا أنه "يصعب التحقق من عدد الشهداء والجرحى بسبب استمرار إطلاق النار الكثيف". وأشار مدير المرصد إلى "نزوح عدد كبير من الأحياء التي تشهد عمليات أمنية وعسكرية وبشكل خاص للنساء والأطفال باتجاه جبلة (35 كلم جنوب اللاذقية) ومدن مجاورة لها". وتحدث المرصد عن إطلاق نار كثيف جدا من مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة في الحي نفسه، مشيرا إلى "وجود للقناصة على الأبنية المحيطة". وأشار إلى دوي "انفجارات قوية في حيي مسبح الشعب والرمل المتجاورين". وأوضح المرصد أن "إطلاق نار كثيفا سمع في السكنتوري" مشيرا أيضا إلى "إطلاق قذائف آر بي جي في الحي". وفي الوقت نفسه، تحدث المرصد عن "إطلاق نار كثيف عند مداخل الأحياء المحاصرة والمتاخمة للرمل مثل عين التمرة وبستان السمكة وبستان الحميمي". وأضاف أن "حي بستان الصيداوي الذي يقع بين سكنتوري والأشرفية يشهد إطلاق نار كثيف جدا وسمعت انفجارات شديدة وتحدثت أنباء عن إصابة طفل حتى الآن"، بحسب المرصد. من جهته، أشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى "إطلاق نار في حي القلعة وكذلك إطلاق نار متقطع في الصليبة"، مضيفا أن "الأحرار يتجمعون في الأشرفية ويسدون أحد المنافذ بحاويات القمامة لمنع الأمن من الوصول إلى الصليبة". كما أعلن الاتحاد أنه "حركة القطارات أوقفت من وإلى اللاذقية". ويأتي ذلك بالتزامن مع حملة أمنية وعسكرية في ضاحيتين في ريف دمشق فجر أمس حيث جرت اعتقالات رافقها إطلاق كثيف للرصاص وقطع للاتصالات. وذكر المرصد أن "قوات عسكرية وأمنية كبيرة اقتحمت عند الساعة الثانية (فجر أمس) ضاحيتي سقبا وحمورية ب15 شاحنة عسكرية وثماني حافلات أمن كبيرة وأربع سيارات جيب". من جهتها، دعت منظمة التعاون الإسلامي في بيان أول من أمس، السلطات السورية إلى "الوقف الفوري" لاستخدام القوة ضد حركة الاحتجاج عارضة في الوقت نفسه "القيام بدور" في أي حوار محتمل بين السلطات والمعارضة.