لا يجد سرمد محمود ورفاقه أي مكان لممارسة رياضتهم المفضلة، ركوب الدراجة النارية والسيارات المعدلة محلياً للتسابق، إلا الشوارع العامة، التي باتوا يقتسمونها مع المارة والسيارات. زحمة الشوارع وحرارة الصيف اللاهبة لا تمنعان سرمد ورفاقه من اقامة مسابقات شبابية بين هواة هذا النوع من الرياضة الذي يفتقر الى وجود ساحات خاصة لممارستها في العراق. فوزارة الشباب والرياضة لم توفر أي ساحات لممارسة رياضة التسابق بالسيارات او الدراجات النارية التي باتت هواية العديد من البغداديين الشباب، ما يدفعهم الى استخدام الشوارع للتسابق والتي غالباً ما تكون مزدحمة بالمارة ما يعيق التسابق ويعرقل السير. الشباب العراقي بات اكثر اهتماماً بهذه الرياضة الفتية في البلاد والتي بدأ الاهتمام بها فعلاً بعد عام 2003. يصرف الشباب الكثير من الاموال لتعديل سياراتهم وتطوير اداء محركاتها، فيما لا يتوانى شباب آخرون عن شراء دراجات نارية بأسعار خيالية. عشاق رياضة سباق الدراجات والسيارات في العراق لجأوا الى انشاء مجموعات على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، بخاصة بالسيارات مثل مجموعة «محبي BMW في العراق» و «عشاق المطارحات والتسابق في العراق» وغيرها. ويتوافد هؤلاء الشباب من مناطق بغداد واحيائها إلى شارع «ابو نؤاس» في كل يوم جمعة، وهو اليوم المخصص لممارسة هذه الهواية من قبل محبيها لكونه اليوم الأقل زحاماً في الشارع المشهور وسط بغداد. لكن الهوس برياضة سباق الدراجات النارية والسيارات الذي ينظمه هؤلاء الشباب يتسبب في بعض الاحيان بوقوع حوادث مؤلمة. ويقول ابراهيم سعيد وهو احد رواد هواية سباق السيارت إن السباقات تنقسم إلى نوعين، الاول استعراض المهارات والثاني التسابق في ما بين المتبارين. ويضيف إن «وزارة الشباب والرياضة لا تسمح لنا باستخدام بحيرة الجادرية التي تتواجد فيها ساحات واسعة مناسبة للتسابق إلا يوم واحد في الشهر وهو اول جمعة من كل شهر، وهو لا يكفي بالتأكيد ويضطرنا إلى استخدام الشوارع». وغالباً ما يكتظ شارع ابو نؤاس المطل على نهر دجلة بالعشرات من السيارات والدراجات النارية والهوائية، ما يربك السير اذ إن الشارع يعد من الشوارع الرئيسية في بغداد. رجال المرور من جهتهم يبدون تذمرهم من هذه الهواية الشبابية التي يرجعون اليها بعض المشكلات في الطرق ايام الجمعة ومنها حوادث السير وتبعاتها من المشاجرات الشبابية التي تصل الى الاشتباك بالايدي. ويقول نقيب المرور زهير حبيب إن «قيادة الشباب للسيارات خطيرة وعلى رغم الاجراءات التي نتخذها في حقهم من الغرامات وحجز السيارات والدراجات النارية، يستمرون بهذه القيادة الخطرة». ويضيف: «عشرات من الشباب يقومون بالتسابق في الشوارع العامة وهو ما يؤدي إلى الكثير من الحوادث المرورية». ويستذكر حوادث دامية جرت بسبب هذه السباقات اذ غالباً ما تتعرض الدراجات النارية إلى السقوط او الاصطدام وهو ما يثير مشكلات بين الشباب. ويقول: «في احدى المرات اصطدمت سيارتان احداهما لأحد هواة السباقات ما ادى إلى دهس احد المارة وعندما اقدمت الشرطة على منع السباقات في الشارع لم يكترث الشباب وما لبثوا أن عادوا مجدداً إلى ممارسة هواياتهم». اما هواة السباقات من الشباب فيطالبون الجهات المسؤولة في الحكومة بمراعات هذه الهواية والعمل على توفير حلبات خاصة لممارستها بعيداً من الشوارع على ان تجري هذه السباقات تحت اشراف الجهات المختصة ومنها وزارة الشباب والرياضة.