ما إن ينتصف الليل في جدة حتى ينطلق العشرات من الشباب على ظهور دراجاتهم النارية في شوارع المدينة لتزاحم السيارات ولتزيد من صخب الليل وتقلق منام السكان، في وقت يعتبر الشباب ما يقومون به رياضة لها أصولها ومهاراتها وأدواتها الخاصة بها مثل الخوذات الواقية وأيضا أزياؤها المميزة التي تعبر عن روح الشباب. ورغم أن هناك أندية خاصة بالدراجين في المملكة تنظم نشاطاتهم ومسيراتهم في مختلف المناسبات إلا أن هناك دراجين أفرادا يمارسون أنشطتهم بشكل تلقائي ويحاولون الابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن المزدحمة حتى لا يتسببوا في أي مضايقات للمارة ومستخدمي الطرق وسط المدينة. واعتبر عدد من هواة قيادة الدراجات النارية أن هذه الهواية تفرغ شحناتهم عبر مهارات معينة يحاولون من خلالها تجاوز الخطر المحدق بهم لكنهم لم يخفوا انزعاجهم من بعض الشتائم العابرة أو الانتقادات اللاذعة أو النظرات العدوانية من قائدي السيارات الذين ينزعجون أحيانا منهم في أوقات الازدحام حيث ينسلون من بينهم في سهولة وانسيابية. وذكروا أن هدفهم في الأساس من قيادة الدراجات النارية إمتاع أنفسهم فهو يعطي شعورا بالمغامرة التي تعبر عن أنفسهم كشباب، إلا أنهم أشاروا إلى استفادتهم منها أيضا في قضاء بعض المشاوير خاصة مع ازدحام الطرق والشوارع الأمر الذي يجعل منها وسيلة مواصلات عملية جدا. جولة مسائية ويحاول قائدو الدراجات كما يقول نعمان سعد جعل هذه الهواية خيارا رائعا بعيدا عن مضايقات المارة أو السيارات لذلك تجدهم يحاولون الاتجاه في أوقات متأخرة من الليل إلى الأماكن الفضاء البعيدة عن الزحام والتجمعات السكانية حتى يطلقوا العنان لأنفسهم ولدراجاتهم بالطبع حتى تخرج كل طاقاتها الكامنة. ولخطورة ركوب الدراجات النارية دون تأهيل فقد أنفق سعد ستة أشهر في تعلم فنون القيادة في إحدى الساحات الترابية قبل أن يتجرأ على التدرب على ساحات مزفتة قبل أن ينتقل المرحلة الأخيرة وهي القيادة في الطرق والشوارع. تحرشات لفظية وأضاف الشاب عبدالوهاب الثقفي أنه يتحاشى كثيرا المرور بدراجته وسط حيه فقد تعرض لمضايقات لفظية عابرة من مجموعة من المسنين كانوا يتسامرون في الشارع «السير بسرعة عالية يجعل الدراجة تصدر صوتا عاليا؛ لذلك فإن البعض يبدي ضيقه بصورة أو بأخرى». مواقع بديلة وقرب محطة الرحيلي على طريق مكة قابلت «شمس» شابين يقودان دراجتين ناريتين قيمة الواحدة منهما نحو 40 ألف ريال «نحن في انتظار بعض زملائنا هنا لممارسة هوايتنا خوفا من غرامات قد تقع عليهم نتيجة تجاوزهم السرعة النظامية». وذكر حميد المالكي أنه دائما ما يأتي تلك المحطة حيث يجدون متسعا من الحرية في الطرق السريعة المفتوحة والتي نستطيع من خلالها إطلاق العنان لدراجاتنا وتنفيذ بعض الحركات. وحذر المالكي الشباب من قيادة الدرجات النارية دون تدريب وتأهيل خوفا من انقلابها وتسببها في إصابات بالغة لهم. وذكر أن أحد زملائه أمضى شهرين في أحد المستشفيات جراء دراجة نتيجة رعونته في القيادة. كما شدد على أهمية الالتزام بارتداء الخوذة الواقية والأجزاء الأخرى التي تحمي باقي الجسم خاصة الأطراف وتقلل من أي إصابات محتملة. رصد مخالفات من جانب آخر، أكد مصدر بمرور جدة أن هنالك متابعة ورصدا لمخالفات قائدي الدراجات النارية جراء عدم اتباعهم للإرشادات المرورية فيما يخص السير في طرق المدينة والتراخيص وغيرها، مشيرا إلى أن هناك تنظيما خاصا لمن يرغب في إصدار لوحة للدراجة النارية واستخراج إثبات ملكيات لها .