كابول، إسلام آباد، نيويورك - أ ف ب - أعلنت مديرية الاستخبارات الأفغانية أمس، اعتقال ضابط في الجيش الأفغاني يدعى غل محمد بتهمة الانتماء الى حركة «طالبان»، وتخطيط هجمات انتحارية في كابول. وأكدت المديرية الوطنية الأفغانية للأمن أن الضابط غل محمد اعترف بالتهم الموجهة إليه، وقال الناطق باسمها لطف الله مشعل إن الضابط كان ينوي شن هجمات انتحارية وإرهابية» في ثلاث مناطق في كابول حيث يقع عدد من القواعد العسكرية الأفغانية والأجنبية، بينها مقر قوات الحلف الأطلسي (ناتو) ووزارة الدفاع اللذان يخضعان لإجراءات أمن مشددة. ولم يذكر مشعل رتبة الضابط المعتقل، علماً أن اختراق «طالبان» صفوف قوات الأمن الأفغانية مشكلة خطيرة في أفعانستان، وأدت الى شن هجمات بارزة بينها تفجير انتحاري ارتدى زي قوات الأمن نفسه داخل مستشفى عسكري في كابول في أيار (مايو)، ما أسفر عن مقتل ستة أطباء متدربين. على صعيد آخر، فرضت الأممالمتحدة عقوبات على «طالبان باكستان» التي يعتقد بمسؤوليتها عن محاولة تفجير سيارة مفخخة فاشلة في ميدان «تايمز سكوير» بنيويورك العام الماضي، وذلك لصلتها بتنظيم «القاعدة»، ما يعتبره ديبلوماسيون دليلاً على تزايد خطر الحركة. وكان مجلس الأمن خفف الضغوط على «طالبان» الأفغانية لحضها على الانضمام الى مفاوضات السلام في أفعانستان. وأوضح مجلس الأمن أن لجنة العقوبات التابعة له والمعنية ب «القاعدة»، جمدت أصول الحركة، وقررت حظر سفر أعضائها وبيع أسلحة إليهم. وشمل ذلك أيضاً جماعة «إمارة القوقاز» الإسلامية المسلحة التي تتمركز شمال القوقاز الروسي. ورحب السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة مارك ليال غرانت بالقرار الذي رعته الحكومة الباكستانية أيضاً، وقال في بيان: «توجه المبادرة رسالة تضامن قوية من المجتمع الدولي، وتدل على عزمه مواجهة حركة طالبان باكستان والارهاب الدولي». وتأسست «طالبان باكستانية» عام 2007 اثر دمج نحو عشر جماعات تتمركز في مناطق القبائل على حدود الباكستان الأفغانية، ويتزعمها حكيم الله محسود المدرج على لائحة العقوبات الدولية. وتبنت الحركة سابقاً مسؤولية تنفيذ الأميركي الباكستاني الأصل فيصل شاه زاد محاولة فاشلة لتفجير قنبلة بدائية وضعت داخل سيارة بميدان «تايمز سكوير» في أيار 2010. وداخل باكستان، أعلنت الحركة مسؤوليتها عن سلسلة هجمات منذ عام 2009، إحداها على أكاديمية للشرطة في لاهور حيث قتل ثمانية مجندين، وآخر على قاعدة بحرية في كراتشي قبل شهرين. كما أعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ هجوم انتحاري أدى الى مقتل سبعة من موظفي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) في قاعدة أميركية بأفغانستان في كانون الأول (ديسمبر) 2009. الى ذلك، كشف استطلاع للرأي أجراه معهد «غالوب» الأميركي أن القوات الباكستانية لا تزال تنال ثقة غالبية الباكستانيين، على رغم أن سمعتها تراجعت بعد قتل وحدة كوماندوس أميركية زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان في الثاني من أيار الماضي. وأكد 78 في المئة من الباكستانيين المستفتين ثقتهم بقواتهم العسكرية، ما عكس بحسب المعهد «الثقة الكبيرة التي تحظى بها القوات الحكومية، والوجود العسكري القوي في المجتمع المدني، ومدى ضعف الحكومة والمؤسسات المدنية»، علماً أن حكومة عسكرية تولت السلطة نحو عقد انتهى عام 2008. وأبدى 31 في المئة من المستفتين ثقتهم بحكومتهم مقارنة ب 28 في المئة في استطلاع سابق. وفيما تشهد باكستان تصعيداً في أعمال العنف منذ تصفية بن لادن، أطلق مسلحون النار على حافلة ركاب في إقليم بلوشستان جنوب غربي، ما أدى الى مقتل 11 من الأقلية الشيعية وجرح ثلاثة، في هجوم يشتبه بأنه طائفي نفذه متشددون سنّة موالون ل «طالبان»، علماً أن الإقليم يشهد منذ سنوات أيضاً أعمال عنف ينفذها انفصاليون بلوش يطالبون بتوسيع الحكم الذاتي ومنح السكان موارد أكبر من الثروات الطبيعية للمنطقة الغنية بالنفط والغاز. وتظاهرت جموع من طائفة الهزارة الشيعية، وقطعت الطرق عبر حرق دواليب ورفعت شعارات مناهضة للحكومة احتجاجاً على الحادث. وفي إسلام آباد، اعتقلت الشرطة 4 أشخاص للاشتباه في تخطيطهم لشنّ هجمات، وصادرت سترات ناسفة وقنابل يدوية في حوزتهم.