إسلام آباد، كابول - رويترز، أ ف ب – فجر انتحاري نفسه داخل مصرف خاص في منطقة «أي 8» التجارية من العاصمة الباكستانية إسلام آباد أمس، ما أدى الى مقتل الحارس الذي قاوم دخول المهاجم المصرف وحاول تفتيشه، وجرح تسعة أشخاص آخرين. ولم يهاجم متشددو حركة «طالبان باكستان» مصارف أو مؤسسات اقتصادية في السابق، لكن قنابل انفجرت في مناطق تجارية، علماً أن شن مزيد من الاعتداءات المماثلة قد يبعد المستثمرين الأجانب. وعاد الهجوم الكبير الأخير الذي استهدف إسلام آباد الى كانون الأول (ديسمبر) 2009، حين فجر مهاجم انتحاري نفسه أمام مقر تابع للبحرية ما أسفر عن مقتل حارس وجرح عنصرين من قوات البحرية. وكانت الحركة نفذت عمليات كبيرة، أهمها ضد مجندين وقاعدة بحرية وقافلة تابعة للقنصلية الأميركية، للانتقام من مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن على يد قوات خاصة أميركية في بلدة أبوت آباد الباكستانية في الثاني من أيار (مايو) الماضي. وقال المحلل الأمني امتياز غل: «يحدث المتشددون مزيداً من الغموض والعنف، ويستغلون وضعاً هشاً بالفعل. يستهدفون في شكل منظم رموز الدولة مثل الأهداف السياسية والعسكرية، ثم يحاولون الإخلال بتوازن الدولة». وفي إقليمجنوب وزيرستان القبلي (شمال غرب)، قتل ثلاثة رجال أمن وجرح أربعة آخرون في تفجير قنبلة جرى التحكم بها من بعد لدى مرور دوريتهم في منطقة نائية، فيما جرح شخصان في انفجار قنبلة وضعت على متن دراجة في مدينة كويتا القبلية أيضاً. على صعيد آخر، أعلن توماس روتينغ أحد مدراء مركز التحليلات الأفغاني بكابول في مقال نشرته «نيو أميركا فاونديشن» أنه يصعب معرفة ما إذا كانت عملية المصالحة بين كابول و «طالبان» الأفغانية بدأت فعلياً وحصول اتصالات ذات مغزى»، علماً أن الرئيس الأفغاني حميد كارزاي طالب في إسلام آباد السبت الماضي باكستان، اللاعب الرئيسي في أي عملية سلام محتملة، بالعمل على تسهيل الوصول الى المتمردين الراغبين في التفاوض. وكتب توماس روتينغ في موقع «نيو أميركا فاونديشن»: «الأكيد الآن فقط أن لا محادثات جوهرية». وهو ما أكده مصدر غربي بالقول: «يحاول كثيرون التحدث الى طالبان، لكن العملية متعثرة، ولا تزيد حتى الساعة عن اتصالات للعثور على مخاطبين محتملين»، علماً أن الحركة ترفض علناً التفاوض قبل انسحاب كل القوات الأجنبية من أفعانستان. ومع تسليم الجميع بأن الحل العسكري غير ممكن، فان العقبات امام حل سياسي تبقى كثيرة، وفي مقدمها الشروط الأميركية المسبقة التي تطالب الحركة بإلقاء السلاح في وقت يرى خبراء أن المتمردين لا يزالون في موقع قوة. وقال روتينغ إن الاستراتيجية الأميركية «التي تستهدف قيادات طالبان لا تسير في اتجاه المصالحة، وتمنح الأفضلية للمتشددين المعارضين للمفاوضات». وأشار الى أن قيادات الحركة التي يجري تصفيتها تستبدل غالباً بعناصر شابة ذات نزعة حربية أكثر تشدداً. ومن العراقيل الأخرى المحتملة مدى استعداد معسكر كارزاي لتقاسم السلطة، وترك مناصب ل «طالبان»، خصوصاً أن فكرة احتمال عودة الحركة الى الحكم تقلق الديموقراطيين والمدافعين عن حقوق المرأة وأقليات عانت من نظام «طالبان». وكانت كابول طالبت مجلس الأمن أخيراً بإلغاء عقوبات مفروضة على 50 من مسؤولي «طالبان»، ما شكل إشارة موجهة الى قادة التمرد رد عليها رئيس لجنة الأممالمتحدة المكلفة العقوبات السفير الألماني بيتر فيتينغ بالقول إن «مجلس الأمن يرغب في ملاءمة نظام العقوبات مع المتطلبات السياسية المستجدة».