إسلام آباد، كابول - يو بي آي، رويترز، أ ف ب - كشفت مصادر باكستانية وأفغانية أمس، بأن الجيش الأميركي نشر آلافاً من جنوده في منطقة غرباز بولاية خوست الأفغانية المجاورة لإقليم شمال وزيرستان القبلي شمال غربي باكستان. وأعلن هؤلاء أن الجنود الأميركيين الذين زودوا أسلحة ثقيلة ومتفجرات ومروحيات، تمركزوا على الهضاب ووضعوا حواجز تفتيش أمنية، علماً أن إقليم شمال وزيرستان يشكل ملاذاً لعناصر حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة»، لذا تطالب الولاياتالمتحدة منذ سنوات الجيش الباكستاني بمهاجمته، وكثفت ضغوطها بعد مهاجمة «شبكة حقاني» التابعة ل «طالبان» الأفغانية، ويعتقد بأنها تتمركز في الإقليم، السفارة الأميركية ومقر الحلف الأطلسي في كابول في أيلول (سبتمبر) الماضي. لكن إسلام آباد تجاهلت هذه المطالب وسط توتر العلاقات مع واشنطن، اثر قتل وحدة كوماندوس أميركية زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد الباكستانية مطلع أيار (مايو). في غضون ذلك، حضت باكستان القوات الأفغانية وتلك التابعة للحلف الأطلسي (ناتو) على اتخاذ إجراء ضد زعيم «طالبان باكستان» في وادي سوات الملا فضل الله المسؤول عن هجمات عبر الحدود تزعم إسلام آباد أنها قتلت أكثر من مئة من عناصرها الأمنية. وقال اللواء أطهر عباس الناطق باسم الجيش الباكستاني: «المشكلة قائمة ولم تنته» بعد فرار الملا فضل الله من وادي سوات تحت ضغط حملة القوات الحكومية عام 2009. وأضاف: «نجح فضل الله في إعادة تنظيم صفوفه في أفغانستان، وتشكيل معاقل وحشد دعم محلي، وبات يمثل مجدداً تهديداً لباكستان التي يحاول دخولها مجدداً». رضا أميركي عن تدريب الأفغان وفي أفعانستان، هاجم انتحاري موكب رئيس جهاز الاستخبارات في ميمنة بولاية فارياب (جنوب) الذي أصيب بجروح طفيفة فيما قتل طفل، وجرح خمسة آخرون. وكثفت «طالبان» أخيراً عمليات الاغتيال في إطار تمردها المستمر منذ عشر سنوات ضد الحكومة الأفغانية والقوات الأجنبية التي تقودها الولاياتالمتحدة. وتفيد الأممالمتحدة بأن أعمال العنف زادت بنسبة 40 في المئة خلال الشهور الثمانية الأولى من السنة الحالية، وارتفعت العمليات الانتحارية بنسبة 50 في المئة وصولاً إلى ثلاث عمليات انتحارية على الأقل شهرياً. ووسط مخاوف من قدرة الجيش والشرطة الأفغانيين على حماية بلادهم من تمرد «طالبان» بعد خروج القوات الأجنبية من البلاد المقرر نهاية 2014، أعلن رئيس وحدة التدريب في الحلف الأطلسي الجنرال وليام كالدويل أن القوات الحكومية تحقق «تقدماً كبيراً» مع زيادة عدد العناصر التي تنضم إليها، وحصولها على تدريب افضل. وأبدى الجنرال كالدويل الذي يستعد لمغادرة منصبه، تفاؤله في شأن قدرة أفغانستان على «الحفاظ على القوة التي بنيناها على المدى الطويل» بعد انسحاب القوات الأجنبية. وأوضح أن القوات الأفغانية تضم الآن 306 آلاف عنصر، أي بزيادة 190 ألف قبل بدء برنامج التدريب الحالي نهاية 2009، «ما يزيد عن الهدف المحدد للتجنيد هذه السنة، كما عيين 50 ألف ضابط، وأصبحوا يحصلون على تدريب موحد ومعدات وأسلحة أفضل». وأضاف: «قبل عامين توافرت أسباب قوية للتشكك، ولكن اليوم نرى القوات الوطنية تحصل على تدريب وتجهيز، وتعِد قادة وتزود أشخاصاً بالمهارات المهنية الملائمة والمؤسسات والأنظمة لجعل هذه قوات دائمة وقوية، كما جرى تحسين الرواتب وأدخلت برامج لمحو الأمية لمعالجة هاتين المسألتين الأساسيتين في الجيش». وبلغت موازنة عمليات التدريب التي تقودها الولاياتالمتحدة 11,6 بليون دولار هذه السنة فقط. وسيجري تجهيز القوات الأفغانية بمركبات وأسلحة وأجهزة اتصالات وطائرات قيمتها 2,7 بليون دولار ضمن خطة تستكمل في آذار (مارس) 2012. الرئيس الألماني إلى ذلك، وصل الرئيس الألماني كريستيان فولف إلى أفغانستان في زيارة رسمية لم يعلن عنها سابقاً لأسباب أمنية، وتعتبر الأولى لرئيس ألماني إلى كابول منذ 44 سنة. وأكد فولف بعد وصوله أن بلاده تبقى صديقاً وشريكاً لأفغانستان، حتى بعد انسحاب القوات الدولية من هذا البلد نهاية 2014، وقال: «ألمانيا لن تتخلى عن أفغانستان». وأجرى الرئيس الألماني محادثات مع نظيره الأفغاني حميد كارزاي تناولت التحضير لعقد مؤتمر حول أفغانستان في مدينة بون الألمانية مطلع كانون الأول (ديسمبر) المقبل. كما اجتمع مع قيادات في المجتمع المدني يدعمون حقوق الإنسان، وخصوصاً حقوق المرأة. وتنشر ألمانيا حوالى 5 آلاف جندي تتمركز غالبيتهم في ولاية قندوز (شمال)، وقتل منهم 53 جندياً منذ نهاية 2001.