دمشق، نيقوسيا، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز- وسّعت قوى الامن السورية حملتها الامنية في ريف دمشق وشنت مداهمات في أحياء الحجر الاسود وصحنايا واعتقلت العشرات، كما واصلت حملتها المكثفة في مدينة حمص، حيث قامت قوات الامن أمس بقطع كل الاتصالات الارضية والخلوية عن العديد من أحياء حمص، وعززت تمركز الدبابات في حي باب السباع وباب الدريب والخالدية وأول حي القصور وشارع الستين في البياضة. في موازاة ذلك، ومع الارتفاع الملحوظ في عدد الاطفال الذين يقتلون او يصابون يومياً خلال عمليات قوى الامن، اضافة الى استمرار اعتقال عدد كبير من الاطفال، قال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي، إن «الانتهاكات اليومية الواسعة التي تمارسها السلطة السورية بحق المواطنين لا تفرق بين طفل وبالغ، او بين مريض وعاجز». وتواصل الاجهزة الامنية السورية حملتها في ريف دمشق وحمص، وقال المرصد السوري لحقوق الانسان أمس، إن «قوات الامن قامت اول من امس باعتقال تسعة موظفين من أهالي الحجر الاسود (ريف دمشق) وعدة عمال في صحنايا (ريف دمشق)». وأورد المرصد لائحة بأسماء المعتقلين. وأشار المرصد إلى ان «تظاهرة خرجت مساء امس بحي الحجر الاسود في دمشق من جامع الرحمن باتجاه شارع الثورة تطالب بإسقاط النظام، رداً على حملة الاعتقالات التي نفذتها الاجهزة الامنية». وأضاف المرصد أن «الاجهزة الامنية اعتقلت السبت نحو 26 شخصاً من حي جوبر في دمشق، بينما كانوا عائدين من عزاء الى بيوتهم». وشهد السبت حملة اعتقالات في أحياء ركن الدين والقابون والقدم في العاصمة دمشق. وذكر «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية»، أن الموظفين الذين اعتقلوا من مكاتبهم صباح اول من امس هم: أكرم فايز دياب، موظف في وحدة مياه الحجر الأسود، وثابت عويد، موظف في وحدة مياه الحجر الأسود، وقاسم محمد حمد، موظف في بلدية الحجر الأسود، موضحاً أيضاً انه تم اعتقال بعض الشباب وهم في طريقهم الى العمل في صحنايا، في ريف دمشق، وهم: زوار جهاد علقة، على طريق صحنايا، وعمران بكر، على طريق صحنايا، ويوسف حسين محمد، على طريق صحنايا، وجاسم حسين حمد، على طريق صحنايا، وعمر مصطفى، خُطف هو وسيارته، والشيخ رياض عيسى، من بيته، ومحمود الأحمد، من الطريق العام في الحجر الأسود. وأوضح الاتحاد أن قوى الامن شنت فجر امس حملة اعتقالات جديدة في ريف دمشق، مشيراً إلى ان المعتقلين الذين وردت أسماؤهم هم: محمود المحمود وشحادة المحمود وعبدالله المحمود وموسى المحمود وهشام المحمود وعلي المحمود وإحسان العلي وحسين العلي وطارق العلي وبشار السمور وعبدالمنعم السمور وباسل السمور ومحمد الأحمد ومنصور الأحمد وشحادة الزير. وفي حمص بوسط البلاد، التي تشهد منذ اسبوع انتشاراً لقوات الجيش وحملات امنية «قُطعت الاتصالات الارضية والخليوية صباح امس عن حيي الخالدية والبياضة، وانتشرت دبابات في كل أحياء المدينة الرئيسية التي خلت من المارة»، بحسب المرصد. كما اشار المرصد الى «دخول عدد من سيارات الأمن الي حي الإنشاءات وتمركز الدبابات في حي باب السباع وباب الدريب والخالدية وأول حي القصور وشارع الستين في البياضة». من ناحية أخرى، افاد «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» أن قوات الامن واصلت امس عملياتها المكثفة في حمص، موضحاً انه عند منطقة السلطانية قرب بابا عمرو وداخل بابا عمرو، تم إطلاق نار من رشاشات ثقيلة، اما عند باب السباع فتم اطلاق نار قوي من رشاشات وأسلحة ثقيلة، لكن بشكل متقطع، فيما تم في الخالدية اقامة المزيد من الحواجز الامنية مع تواجد مكثف للأمن. وأفاد ان الدبابات كانت متمركزه بشكل مكثف في باب السباع والخالدية البياضة وشارع الستين. وذكر نقلاً عن نازحين من المدينة، أن الكثير من المناطق محاصرة، ومن الصعب الوصول اليها، ونقل بعضهم أخبار عن تواجد اكثر من 50 سيارة مقابل مقر حزب البعث في منطقة الانشاءات في حمص. وكان اكثر من خمسين شخصاً قتلوا في مدينة حمص خلال الاسبوع الماضي بحسب الناشطين، الذين يتهمون النظام بزرع الفتنة الطائفية بين اطياف المدينة. اما في محافظة إدلب، فذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أن قوى الامن اعتقلت قبل عدة ايام شابين من منطقة خربة الجوز، قائلة ان اسميهما عبد القادر صايب فيضو وايمن باكير. وأفاد الاتحاد انه في صباح اول من امس «جاءت سيارة هيونداي فضية الى منطقة بين خربة الجوز وبكسريا فيها مدجنة، ودخلت حوالى 10 امتار ثم رمت جثتين تم إغلاق أعينهما بشريط لاصق معتم وتقييد أيديهما وأرجلهما بشريط نايلون وعليهما آثار تعذيب وطلقات نارية، ثم تُركت السيارة على بعد 200 متر، وقد كان بداخلها عنصرا امن تعرضا لسائق سيارة سوزوكي ولاذا بالفرار... الجثتان استلمهما مدير المنطقة ومدير الناحية ولم يطلبا احداً للتعرف عليهما وتم نقلهما الى جسر الشغور ربما لإجراء تمثيلية أخرى. والشهيدان هما: ايمن اسماعيل باكير 29 سنة، وعبدالقادر صائب فيضو 57 سنة». وذكر رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي لوكالة «فرانس برس»، أن «الانتهاكات اليومية الواسعة التي تمارسها السلطة السورية بحق المواطنين، لا تفرق بين طفل وبالغ او بين مريض وعاجز». وأشار قربي إلى «اعتقال طفل يدعى نعيم فضل (سبعة اعوام) منذ ثلاثة ايام في مدينة درعا (جنوب)» معقل حركة الاحتجاج. كما لفت الى «استمرار اعتقال الطفل احمد أبازيد (13 عاماً) منذ بداية آذار»، مشيراً الى انه «كان بين أطفال درعا الذين كتبوا على الجدران عبارة «الشعب يريد إسقاط النظام» في بداية آذار، وسبَّبَ اعتقالُهم وتعذيبُهم نقمةَ الاهالي». وأكد قربي ان «احمد لم يخرج الى الآن رغم خروج جميع رفاقه من السجن»، معرباً عن قلقه «حول مصيره». وأفاد القربي أن عناصر الامن قامت باعتقال عضو اتحاد الكتاب العرب محمد جمال طحان (53 سنة) في حلب، واستاذ كلية الشريعة بدمشق احمد الطعان، وبطل الملاكمة محمود عبد القادر.