اعتقلت الأجهزة الأمنية السورية عددا من الموظفين في ريف دمشق، بينما قطعت الاتصالات الأرضية والجوال عن منطقتين بمدينة حمص التي تنتشر دبابات في أحيائها الرئيسية، حسبما أعلنت منظمة حقوقية أمس. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "قوات الأمن اعتقلت أول من أمس تسعة موظفين من أهالي الحجر الأسود بريف دمشق، وعددا من العمال في صحنايا بريف دمشق أيضا". وأشار المرصد إلى أن "تظاهرة خرجت مساء أول من أمس بحي الحجر الأسود من جامع الرحمن تطالب بإسقاط النظام ردا على حملة الاعتقالات التي نفذتها الأجهزة الأمنية". وأضاف أنه "تم اعتقال نحو 26 شخصا من حي جوبر في دمشق السبت الماضي بينما كانوا عائدين من عزاء إلى بيوتهم". ويذكر المرصد السوري ومقره لندن، أن نحو 1483 مدنيا قتلوا خلال أربعة أشهر من الاحتجاجات، بينما اعتقل الآلاف. وفي حمص التي تشهد منذ أسبوع انتشارا لقوات الجيش وحملات أمنية "انقطعت الاتصالات الأرضية والجوالة أمس عن حيي الخالدية والبياضة، وانتشرت دبابات في كل أحياء المدينة الرئيسية التي خلت من المارة"، بحسب المرصد. كما أشار المرصد إلى "دخول عدد من سيارات الأمن إلى حي الإنشاءات وتمركز الدبابات في حي باب السباع وباب الدريب والخالدية وأول حي القصور وشارع الستين في البياضة". وفي السياق، أفاد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي عن "اعتقال طفل يدعى نعيم فضل (سبعة أعوام) منذ ثلاثة أيام في مدينة درعا (جنوب)". كما اعتقل عضو اتحاد الكتاب العرب محمد جمال طحان (53 سنة) في حلب، وأستاذ كلية الشريعة بدمشق أحمد الطعان، وبطل الملاكمة محمود عبد القادر، بحسب قربي. في غضون ذلك، نظم أمس أكثر من 300 محام اعتصاما داخل قاعة المحامين في القصر العدلي بدمشق للمطالبة بالإفراج عن المحامين المعتقلين ومعتقلي الرأي في السجون والمعتقلات السورية". جاء ذلك فيما أكد ناشطون أن المحتجين سيكثفون المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد في رمضان للاستفادة من زيادة التجمعات في المساجد أثناء الشهر. وأوضح عمار القربي أن المحتجين يخططون لتنظيم مظاهرات أضخم بكثير في رمضان لأن الناس يسهرون حتى وقت متأخر من الليل أثناء الشهر ويزيد إقبال الناس على المساجد. وتتالت هذه الأحداث، عقب أن أقرت الحكومة السورية مشروع قانون يسمح بتأسيس أحزاب سياسية جديدة إلى جانب حزب البعث الحاكم، وذلك في اجتماع مجلس الوزراء مساء أول من أمس. لكن نشطاء أبدوا أمس رفضهم للقانون، معتبرين أن أي قرارات تصدرها الحكومة مرفوضة. وأعلن عمر أدلبي المعارض السوري المقيم في لبنان أنه لم يعد أحد يصدق النظام السوري لأنه يعلن عن أمر ولا يطبقه. وفي السياق، قال بيان لفصيل من المعارضة السورية في الداخل "إن الاستبداد لا يزال جاثما على صدر المشهد السوري يعيق كل مسعى للانتقال إلى نظام ديموقراطي". وشدد البيان، الذي أصدره المعارض السوري لؤي حسين "على ضرورة إزالة النظام الاستبدادي والانتقال السلمي والآمن إلى دولة مدنية تضمن حقوق وحريات جميع السوريين السياسية والثقافية والاجتماعية". ودعا البيان المعارضين المستقلين لتشكيل هيئة عامة لمؤتمر يعقده ممثلون عن أحزاب وتيارات المعارضة". وفي برلين، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شيفر أمس أن ألمانيا أجرت اتصالات مع أعضاء في المعارضة السورية في برلينودمشق. وأضاف أن "ْمدير إدارة الشرق الأوسط في الخارجية الألمانية بوريس روج زار سورية مرتين والتقى وزير الخارجية السوري (وليد المعلم) وممثلين عن المعارضة السورية في دمشق" في الأسابيع الماضية.