مر الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو المدعوم من الغرب أمس، بإقامة ممرات انسانية للسكان الراغبين في مغادرة مدينتي دونيتسك ولوغانسك (شرق)، حيث يواصل الجيش عملية ضد المتمردين الموالين لروسيا، فسارعت موسكو الى الترحيب بالقرار الذي سبق ان طالبت به، وقال وزير خارجيتها سيرغي لافروف في ختام لقاء في سان بطرسبورغ مع نظيريه الألماني فرانك فالتر شتاينماير والبولندي رادوسلاف سيكورسكي: «القرار خطوة في الاتجاه الصحيح»، مضيفاً: «بصرف النظر عن التفسيرات المختلفة لأزمة اوكرانيا لا بد من التركيز على الوقف الفوري غير المشروط للنار، وبدء حوار». وفيما أعلنت كييف التوصل الى «تفاهم مشترك» مع روسيا حول مراحل أساسية لتنفيذ خطة سلام اقترحها بوروشينكو ولائحة أولويات، اعتبر شتاينماير ان «اجواء جديدة حلّت بدلاً من التصعيد، مع استعداد كل الاطراف للتحرك من اجل وقفه». لكن الانفصاليين هاجموا بقذائف هاون واسلحة رشاشة مطار لوغانسك الذي تسيطر عليه القوات الحكومية أمس. وقال مظلي من الوحدة التي تؤمن الدفاع عن مطار المدينة التي يسيطر عليها الانفصاليون: «ركز المتمردون قوتهم في محيط المطار، ونحن ننتظر تعزيزات». كما هاجم الانفصاليون نقاط تفتيش للجيش ونقاطاً استراتيجية أخرى شرق أوكرانيا ليل الاثنين. واندلعت معركة استمرت ثلاث ساعات قرب مطار كراماتورسك أسفرت بحسب كييف عن مقتل 40 من «المرتزقة». وفي سلافيانسك التي تقع الى شمال كراماتورسك أصيب جنديان اوكرانيان بقصف استهدف موقعهم باستخدام منصات لإطلاق قذائف. والى تلبية مبادرة بوروشينكو الخاصة بالممرات الانسانية طلباً اساسياً لموسكو، فهي تساهم في تبديد قلق مجموعات مدافعة عن حقوق الانسان من استخدام كييف دبابات وطائرات في مناطق ذات كثافة سكانية لقمع الانفصاليين، إذ قالت «هيومن رايتس ووتش» في رسالة وجهتها الى بوروشنكو إن «السلوك الاجرامي للمتمردين لا يعفي القوات الأوكرانية من التزامها التحرك في شكل يتوافق مع القانون الدولي في اطار عملياتها العسكرية لفرض القانون». وطالب الرئيس الأوكراني ايضاً حكومته بتأمين وسائل نقل وامدادات اغذية ومواد طبية للمسؤولين المحليين كي يتمكنوا من مواجهة تدفق النازحين في اقسام اخرى من اوكرانيا، فيما لم يوافق على طلب الكرملين السماح بوصول مساعدات روسية الى الشرق، لأن كييف تخشى ان يؤدي ذلك الى نقل اسلحة الى المتمردين. وتستمر في كييف محادثات مع السفير الروسي ميخائيل زورابوف، فيما انتهت في بروكسيل جولة حاسمة من محادثات الغاز بين اوكرانياوروسيا والتي يرعاها الاتحاد الأوروبي من دون التوصل الى اتفاق، لكن الطرفين سيلتقيان مجدداً اليوم لاجراء مشاورات اضافية. وقال المفوض الأوروبي للطاقة غونتر اوتينغر بعد المفاوضات: «جرى بحث كل النقاط واقترحت حلول. كما هناك اسئلة لا تزال مطروحة ومواقف متباينة، وعلى الطرفين التشاور مع حكومتيهما وقادتهما». وطالب وزير الطاقة الأوكراني يوري برودان بحل شامل يوجد تسوية لمسألتي سعر الغاز وتسديد الديون، لكن لا نستطيع قبول آلية احتساب الاسعار التي اقترحتها مجموعة غازبروم الروسية»، بل نريد سعراً عادلاً يتفق مع سعر السوق». وتوقع محللون ان يتفق الطرفان على سعر جديد يعادل 360 دولاراً لكل ألف متر مكعب من الغاز، وهو سعر وسطي بين 268 دولاراً لحكومة الرئيس المعزول الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش ، و480 دولاراً للسلطات الجديدة الموالية للغرب في كييف. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية انها ستجري مناورات عسكرية في منطقة كالينينغراد تشبه في عدد القوات والوسائل المستخدمة مناورات الحلف الأطلسي (ناتو) على حدود روسيا مع دول البلطيق. ويشارك حوالى 4700 جندي و800 آلية بريطانية وكندية واميركية وفنلندية وبولندية في مناورات الحلف التي تساهم فيها عشر دول اعضاء، وبدأت في لاتفيا اول من امس وتختتم في ليتوانيا المجاورة في 20 الشهر الجاري. الى ذلك، أفادت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الارهاب (إف إس بي) بأن روسيا أحبطت «هجمات ارهابية كبيرة» كانت ستقع خلال احتفالات النصر على النازيين في الحرب العالمية الثانية الشهر الماضي، في موسكو وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا الى اراضيها اخيراً. وأشارت الى اعتقال 4 من عناصر المجموعة المشبوهة قبل يومين من احتفالات النصر في التاسع من ايار (مايو) الماضي، مشيرة الى ان مؤامرة القرم استهدفت النصب التذكاري للحرب العالمية الثانية (الشعلة الابدية)، وآخر لمؤسس الدولة السوفياتية فلاديمير لينين في سيمفيروبول عاصمة المنطقة. وقال انه عثر على قنبلتين محليتي الصنع. وأعلنت اللجنة ان روسيا أحبطت ست هجمات هذه السنة، وقتلت 130 متشدداً محذرة من اخطار مستمرة من جماعات تحظى بتأييد أجنبي.