عزا قائد عسكري عراقي رفيع سبب قيام السلطات السورية بغلق منفذها الحدودي مع العراق إلى خشية دمشق من تدفق عائلات سورية هاربة من الأحداث الجارية هناك الى العراق على غرار ما حدث على الحدود التركية، فيما يواصل المئات من العراقيين الموجودين في سورية العودة الى بلادهم. وكان مصدر امني في محافظة الأنبار اعلن امس عن قيام السلطات السورية بإغلاق منفذ «التنف الحدودي» الرابط بين العراق وسورية. وأوضح ان «المنفذ اغلق فقط من الجانب السوري حيث رابطت قوات سورية على الجانب السوري من المنفذ في حين ان المنفذ وضمن الحدود العراقية ما زال مفتوحاً ولم يغلق ويمارس عمله في شكل اعتيادي». وأشار المصدر إلى ان قوة من الجيش السوري أغلقت اليوم (امس) المنافذ المؤدية إلى مدينة القائم ومدينة البوكمال (7 كلم عن الحدود العراقية) بسبب الاوضاع الامنية فيها والقرى القريبة من الحدود العراقية». وأفاد مصدر عسكري عراقي رفيع طلب عدم الاشارة الى اسمه في اتصال مع «الحياة» امس بأن «الغرض الذي قد يدفع الحكومة السورية الى اغلاق المعبر مع العراق هو التخوف من هروب مئات السوريون الى العراق على خلفية الاحداث الجارية في سورية». ولفت الى ان «التظاهرات الجارية في عدد من المدن السورية وما تقوم به اجهزة الامن السورية لمواجهتها تدفع المئات من السوريين الى مغادرة البلاد». وأشار الى ان «سورية لم تستطع السيطرة على منفذها مع تركيا وغادرت المئات من العائلات الى تركيا». وأوضح ان «قوات الحدود العراقية عند الأنبار والموصل سجلت تدفق عدد من العائلات السورية لكنها لا تتجاوز العشرات وتجمعها صلات قرابة مع عائلات عراقية في الموصل والقائم، فيما يعود المئات من العراقيين المقيمين في سورية الى العراق». وكان قائد شرطة الأنبار اللواء هادي كسار أعلن امس ان «القوات العراقية اتخذت إجراءات أمنية احترازية على الحدود العراقية - السورية إثر قيام قوات سورية بعمليات عسكرية على الجانب السوري من الحدود وإغلاقها منفذ التنف الحدودي». وأوضح أن «تلك الإجراءات اعتيادية لمنع المهربين والإرهابيين من عبور الحدود»، وأضاف كسار أن «الحكومة السورية منعت دخول السوريين إلى الأراضي العراقية». الى ذلك تتواصل الهجرة العكسية للعراقيين العائدين من سورية الى العراق، فيما شكلت وزارة الهجرة والمهاجرين «خلية طوارئ» لمتابعة عودة العائلات من سورية. وقال المتحدث باسم الوزارة ستار نوروز ل «الحياة» ان «عشرات العائلات العراقية عادت بالفعل إلى البلاد وما زالت تعود، ولكن لا توجد إحصاءات دقيقة وفي الأيام المقبلة نتوقع وصول عدد أكبر من العائلات المهاجرة». وأضاف: «لا نخشى مشكلات إنسانية وأمنية لأن الحكومة وضعت خطة لاستيعاب هذا الأمر ووزير الهجرة شخصياً يتابع الأمر بصورة مباشرة ويومية». وتوقع نوروز «عودة عدد كبير من العائلات بسبب أعمال العنف التي تشهدها معظم المدن السورية، لذا قمنا بمخاطبة المنظمات الدولية لاستيعاب هذا العدد بطريقة لا تسمح بحدوث فوضى أو ارتباك، خصوصاً أننا نملك حدوداً طويلة مع سورية». يذكر أن سورية استقبلت منذ عام 2003 مئات آلاف العراقيين النازحين بعد الاحتلال كما استضافت الكثير من الشخصيات المعارضة للعملية السياسية من قادة أحزاب وزعماء منظمات إضافة إلى أعضاء حزب البعث وبعض أركان النظام العراقي السابق. وتشير أرقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى أن عدد العراقيين المسجلين لديها في سورية وصل وفقاً لأحدث إحصائية إلى ما لا يقل عن 150 ألفاً، لكن أرقام الحكومة السورية تشير إلى أعداد أكبر من ذلك بكثير باعتبار أن كثيراً من العراقيين لم يسجلوا أسماءهم لدى مفوضية اللاجئين.