حذرت وزارة الهجرة والمهجرين العراقيين المقيمين في سورية من أن بقاءهم «محفوف بالمخاطر»، مؤكدة وقف استقبال اللاجئين السوريين موقتاً الى حين اعداد مخيمات جديدة. وقال مدير الدائرة الانسانية المسؤول عن ملف العراقيين في سورية ستار نوروز ل «الحياة» ان «بقاء العراقيين في مدن سورية في هذه المرحلة محفوف بالمخاطر، ومعظم الذين عادوا أكدوا تلقيهم تهديدات من مجموعات مسلحة غير معروفة». وأوضح انه «لا يمكن تحديد هوية هذه المجموعات التي تهدد العائلات العراقية فالانباء متضاربة، وهذا الموضوع لا يقع في نطاق صلاحياتنا، فتتبع الجهات التي تستهدف الجالية العراقية يقع على عاتق الحكومة السورية، ونحن بدورنا مستمرون بالاتصال بسفير العراق في دمشق لمتابعة الموضوع». وأكد ان «عدد العراقيين العائدين منذ تفجر الازمة تجاوز 17 الفاً وهذا الرقم يشمل العائدين من طريق البر من منفذي القائم والوليد، وعدد العائدين من طريق الموصل بلغ اكثر من 7 آلاف عراقي، وهناك من توجه الى اقليم كردستان». وزاد نوروز ان الطائرات العراقية نقلت 5 آلاف خلال الفترة الماضية، وأكد «اننا لا نعلم صراحة عدد العراقيين الباقين في المدن السورية، لكن كل الذي نعلمه ان ظروفهم صعبة للغاية وغالبيتهم تلقى تهديدات من جماعات غير معروفة، والبعض الآخر تعرض فعلاً للاعتداء، وبما ان الوزارة تتبنى الاعادة الطوعية للعراقيين فلا يسعنا سوى ابداء النصيحة بالعودة». وكشف ان «الحكومة طبقت اليوم (امس) قراراً جديداً يقضي باغلاق الحدود امام النازحين السوريين، وفعلاً طبقت الاجهزة العاملة في منفذي الوليد والقائم الحدودين هذا الامر، فيما استمر منفذ ربيعة القريب من محافظة نينوى باستقبال النازحين، تحت اشراف الحكومة المحلية للمحافظة». وبين ان سبب اتخاذ هذا القرار ليس سياسياً او امنياً، بل هناك اسباب اخرى دعت إلى ذلك، منها ان اعداد النازحين السوريين حتى الان تجاوز 4300 اغلبهم من العائلات التي تضم اطفالاً ونساء، ونحن بدورنا كمسؤولين عن غرفة عمليات استقبال النازحين، استضفناهم في مراكز ايواء هي عبارة عن مدارس ومراكز صحية، والكل يعلم ان الإمتحانات ستبدأ الاسبوع المقبل، ويجب تهيئة المدارس». وتابع ان «السبب الآخر هو ان الوزارة، بالتنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، أقامت مخيماً نموذجياً هو عبارة عن خيام بمواصفات دولية ومبردة وتكاد تكون افضل بكثير من مراكز الايواء الحالية وفعلاً تم نقل العائلات اليها، لكننا في حاجة الى نصب المخيمات وعزل العائلية في منطقة اخرى وتهيئة مستلزمات المعيشة، ولا يمكننا تحقيق هذا الامر في حال استمر تدفق النازحين، ونحتاج إلى فترة لتهيئة الوضع». من جهته اوضح سيف صباح، وهو مسؤول الإعلام في غرفة العمليات التي شكلتها الحكومة الشهر الماضي والمعنية باستقبال اللاجئين السوريين ل «الحياة» ان «الحكومة سمحت لعائلات عراقية باستضافة عائلات سورية مقابل تقديم كفالة قانوينة وتم استضافة 350 شخصاً يتمتعون بالقرابة من الدرجة الاولى، وهناك حالات استثنائية مثل وجود عائلات سورية بلا معيل، وهنا نسمح لعائلات من اهالي الانبار باستضافتهم». وكشف صباح ان «السلطات المعنية بإدارة المنافذ الحدودية لم تمنع دخول سوريين يحملون جوازات سفر رسمية، ويتم ادخالهم كسياح عاديين حتى وان لم تحمل جوازاتهم ختم خروج من السلطات السورية». وتابع ان «اعداداً كبيرة من العائلات السورية دخلت العراق بشكل طبيعي ومن حقها زيارة أي مدينة، لكن السلطات سمحت لهم بفترة اقامة لمدة 30 يوماً كسياحة، بعدها من حق المواطن السوري مراجعة مديريات الاقامة التابعة لوزارة الداخلية لتمديد فترة الاقامة».