اكد عراقيون عائدون من سورية عبر الموصل امس ، أن من بقي منهم، وحتى السوريون محاصرون في المدن، وهناك جهات مسلحة رسمية وغير رسمية لا احد يعلم عنها شيئاً، ولا عن الجهة التي تستهدفها. وقال زياد الطائي الذي لجأ إلى سورية مطلع 2004، بعد عودته بساعات إلى الموصل ل»الحياة» إن «الأوضاع داخل المدن السورية خطيرة جداً، منذ عصر الجمعة شنت أجهزة أمنية تابعة للحكومة حملة اعتقالات واسعة وسريعة طاولت مجموعة من العراقيين، ولا نعلم ماهية هذه المجموعة ولا أسباب اعتقالهم، فقط علمنا أن إخباريات أمنية مجهولة المصدر أوقعت بهم». وزاد أن «عدد العراقيين الذين اعتقلتهم السلطات السورية الجمعة حوالى 120 شخصاً بعضهم كان في سورية منذ فترة طويلة وآخرون دخلوا قبل اشهر فقط». وأوضح أن «خطورة الأمر حالياً تكمن بتفجر الحرب الطائفية. هناك جهات استغلت هذا الأمر لتنفذ أهدافاً لم تكن قادرة على تحقيقها خلال الأعوام الماضية، فهناك من يلاحق العراقيين بشكل عام وهناك من يلاحق الضباط وأعضاء البعث، وآخرون يغتالون على أساس الطائفة، والقاعدة بدأت تنشط بشكل واضح». وعن عودته برفقة عائلته وعائلات عراقية أخرى إلى العراق قال إن «هناك عائلات تسلك الطريق البري عبر حلب ثم معبر الموصل، لكن من الجانب السوري تسيطر على هذه المنطقة المعارضة السورية، وللأسف هي تتعامل كذلك بشكل طائفي سواء مع السوريين أو مع العراقيين، وأنا شهدت عملية قتل اثنين من العراقيين بعدما اكتشفت المعارضة انهما من مذهب معين». وأكد الأمين العام المساعد في الهلال الأحمر العراقي محمد الخزاعي في تصريحات امس على وجود إحصائيات حول دخول 4765 لاجئاً عراقياً عبر المنافذ الحدودية السورية إلى العراق. وأفاد الخزاعي السبت بأن «عدداً من اللاجئين العراقيين العائدين عبر مركز الوليد الحدودي وصل إلى 1880 مواطناً وهذا العدد جاء خلال اقل من 14 ساعة فقط أي من عصر الجمعة وحتى فجر امس السبت «. وأضاف أن» 220 أجنبياً من جنسيات مختلفة دخلوا عبر الحدود السورية العراقية إلى ارض العراق من خلال محطات استقبال في مركز الوليد الحدودي». مسؤول الدائرة الإنسانية في وزارة الهجرة العراقية ستار نوروز اكد ل «الحياة» بدوره أن «أوامر من الحكومة اقتضت تشكيل غرفة طوارئ بشكل فوري، تتكون من خبراء الهجرة والداخلية والدفاع والخارجية والنقل والصحة اضافة لجهات ساندة أخرى تابعة للأمم المتحدة». وبين أن هذه الغرفة تعمل على مدار الساعة لمواكبة تسارع الأحداث في سورية وعمل كل ما من شأنه إخلاء العراقيين هناك إلى بغداد. وناشد نوروز العراقيين في المدن السورية بالتوجه إلى المطارات بهدف إخلائهم إلى بغداد، مشيراً إلى وجود خطط طوارئ على الحدود من تأمين سيارات نقل وخدمات وغذاء وكل ما يحتاجونه.