أعلن «حزب الله» العراقي وقوفه الى جانب إيران، وقال في بيان موجه الى الشركات العاملة في بناء ميناء مبارك الكويتي «إن الشعب العراقي لم ينسَ مواقف حكومة آل صباح الداعمة لنظام صدام في محرقة حرب السنوات الثماني ضد الجارة إيران». وأضاف: «لن ينسى الشعب العراقي ما تقوم به حكومة الكويت الآن من بناء ميناء لخنق العراق اقتصادياً، وإعلان إنشاء مفاعل نووي قرب الحدود العراقية، والتمسك بمطالب باطلة أذعن لها نظام صدام تحت ضغط أميركي». وطالب حكومة نوري المالكي بالضغط على الكويت. «حزب الله» العراقي لم يكتفِ بعدم الاعتراف بحدود دولة الكويت واعتباره ترسيم الحدود بعد التحرير عملية إذعان، بل ألغى في شكل غير مباشر، وجود العراق، واعتبره ملحقاً للدفاع عن مصالح طهران، وتصرّف كحزب إيراني، يجيّر موقفه «الوطني» للمصالح الإيرانية على نحو يُعد سابقة في العمالة للخارج. وهو يصف الحرب العراقية - الإيرانية بطريقة لا توحي بأن المتحدث عراقي، فضلاً عن ان هذا التوجه ليس حكراً على الحزب المتطرف. فنائب رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية في العراق اسكندر وتوت قال إن بغداد «في صدد سحب اعترافها بالقرار الدولي 833 الخاص بترسيم الحدود (مع الكويت)، وهناك جبهة برلمانية عريضة تدعم هذا التوجه، ولا تستثني أي كتلة». والحجة ان العراق لم يوفد لجنة خلال عملية ترسيم حدوده مع الكويت. «حزب الله» العراقي اكثر التنظيمات المسلحة عنفاً، وهو يتلقى دعماً عسكرياً من «الحرس الثوري» الإيراني، وموقفه من سيادة دولة الكويت يلخّص بوضوح نهج السياسة العراقية الراهنة، وصورة العراق الجديد الذي أنتجته الحرب الأميركية على بلاد الرافدين. وإذا كنا ايام حكم صدام حسين، نعاني صلف الجيرة، وغطرسة القوة، والطمع بالأرض والنفط، فإننا اليوم نشهد وجوهاً سياسية عراقية تتحدث بلغة مذهبية، وترتهن العراق للأطماع الإيرانية. هذه اللغة ليست تصرفاً نزقاً خارج سياق الحكم في العراق، بل هي تعبّر عن رؤية عراق نوري المالكي في علاقاته مع جيرانه في الخليج العربي. وإيران لم تعد بحاجة الى التعبير عن أطماعها مباشرة، فهناك في بغداد مَن يتولى المهمة نيابة عنها، وبطريقة أكثر إيرانية من إيران نفسها.