أقترح على وزارة التعليم العالي في السعودية ان تسارع الى تشكيل لجنة او ادارة للكشف عن مستخدمي ومستعملي المنشطات وحبوب الهلوسة ورواد البارات من المبتعثين السعوديين في الخارج، ولا بأس ان تكون لهذه الادارة مكاتب وفروع في ملحقيات السفارات السعودية والدول التي تم ابتعاث الطلاب والطالبات لتلقي تعليمهم، وحتى ينجح المشروع بشكل جيد في ملاحقة هؤلاء الطلاب وضبط سلوكياتهم، اقترح ان يكون التحليل دورياً وفصلياً على مدار العام، بما يسهل في اكتشاف المتلاعبين وروّاد البارات، وبذلك تستطيع ان تنافس لجنة المنشطات الموجودة في رعاية الشباب التي تجري فحوصات على اللاعبين مرة واحدة خلال العام وبطريقة مفاجئة، ويعين على رأس هذه اللجنة الشيخ حسن القعود الداعية الاسلامي السعودي، والسبب بسيط لاختيار الشيخ لأن يكون مدير او رئيس هذه اللجنة أن تتاح له الفرصة ليزور أولاً كل البلدان المتحضرة والمثقفة، ويزور الجامعات والكليات والاقسام المتخصصة ويرى فيها المستوى العالي من التعليم المتطور، وكيف يدرس الاولاد والبنات هذه العلوم من دون أي قيود او شكك او حتى شبهات او ملاحقات من فضول المجتمع. وحتى لا تحتاروا في السبب الذي دعاني الى انشاء لجنة للكشف عن المنشطات في المبتعثين السعوديين الى الخارج، وكذلك اختياري للشيخ القعود ليرأس هذه اللجنة، اقول لكم لماذا رشحت اسم الشيخ: في الأسبوع الماضي تحدث الشيخ حسن القعود في برنامج «كلمتين ونص» على قناة بداية الفضائية عن المبتعثين السعوديين، بطريقة اساء فيها الى مشروع الابتعاث والغاية النبيلة منه، والفائدة المرجوة منه، أكثر من 100 ألف مبتعث يدرسون في الخارج ما بين شباب وشابات، بكلمتين نسف الشيخ كل هذه الجهود حينما قال جازماً: إن 80 في المئة من المبتعثين في بريطانيا يشربون المسكر ويرتادون البارات! قبل ان اترككم مع مقتطفات من حديث الشيخ التي «تفقع المرارة» وترفع «الضغط» ولولا إيماننا بالله في الاية الكريمة «ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام» لكنت سألت الشيخ من الذي اذن لك ان تذهب وتلتقي المبتعثين؟ وما هي الصفة التي تحملها عند زيارتهم، والجهة التي كلفتك؟ ومن هم اعضاء النادي السعودي الذين التقيت بهم واستفسرت منهم عن احوال المبتعثين؟ كنت اتمنى لو ان الشيخ القعود خلال زيارته كان الاب الحنون الذي يلتقي بابنائه ويتعرف على احوالهم وشكواهم وما ينقصهم من ملحقيات التعليم. كنت اتمنى لو ان الشيخ القعود الذي هاجم المبتعثين وصورهم بهذه الطريقة السيئة، وهي لا تجوز لرجل مسلم وداعية مهمته ان يؤلف بين القلوب ويكون حديثه ذا جاذبية وسحر يشد اليه الآذان والانتباه لكلامه، وليس ان ينفر الناس منه بمزاعمه واتهاماته. وحتى لو كان كلامه صحيحاً ما كان ينبغي عليه ان يتحدث بهذه الطريقة الا اذا كانت له مآرب اخرى او ان الشيخ ليس له ابناء وبنات يدرسون في الخارج. كنت أتمنى لو ان الشيخ استغل فرصة وجوده وجلس مع مجموعة من الطلاب والطالبات وتعرف على همومهم ومشكلاتهم؛ لينقلها الى المسؤولين في التعليم العالي وبرنامج الابتعاث، مثل مشكلات انقطاع المكافآت او بدلات السكن والاعاشة، وتأخر صرف المستحقات المالية، والتعامل «الجلف» من موظفي الملحقيات التعليمية، وقضايا الزواج لدى الطلاب، وفرص العمل المتاحة بعد عودتهم من برنامج الابتعاث. لكن للأسف، الشيخ القعود ترك كل هذا كداعية من واجباته النصح والاستماع، وجلس مع مجموعة ممن لهم نظرة قاصرة تجاه الابتعاث وتطوير التعليم، وبدلاً من ان يحل مشكلاتهم، حمل ما في قلبهم من كره وحقد تجاه تطوير مستوى مخرجات التعليم، واحضرها لنا ليتحدث امام الملأ على القنوات الفضائية من دون ادلة او براهين، اساء فيها الى ابناء وبنات هذا الوطن من دون شعور او مراعاة لاولياء امور هؤلاء. يقول الشيخ حسن القعود، «إن ما يقارب من 80 في المئة من الطلاب المبتعثين للبكالوريوس في بريطانيا يشربون المسكر»، وقد تأكد الشيخ من ذلك بنفسه في زيارة له ولعدد من المشايخ إلى الأندية السعودية الموجودة في بريطانيا في مناطق مختلفة، اما الامر المستغرب لدى الشيخ القعود فهو حينما قال: «عندما ترى الجدول اليومي للمحاضرات لا تجد فيه محاضرة واحدة آمنة للطالب منذ أن يصبح إلى أن يمسي، فالطلاب بعضهم لا يصلون، والجامعة فيها فساد وعري، بل إن بعض معاهد اللغة هناك يقوم بالتدريس فيها قساوسة يثيرون الشبه والتشكيك في الدين، فماذا ننتظر إذن من طلابنا خلاف أنهم يشربون المسكر»؟ بالله عليكم، أسألكم هل يصلح هذا الشيخ ان يكون مفكراً وداعية يدعو الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة اذا كان هذا اسلوب تفكيره ومنطقه في الحياة؟ كيف يشكك في عقيدة وفكر بناتنا وطلابنا الذين يعيشون الغربة على رغمنا لظروف تدني مستوى التعليم وضعف الامكانيات في بلادنا وقلة خبرة المدرسين، قد يقول البعض ان الشيخ تحدث فقط عن بريطانيا ومدنها، ولما يتحدث عن بقية الدول الاخرى مثل أميركا وكندا واستراليا. واقول لهم: طالما ان هناك اشخاصاً مثل الشيخ القعود فلا عجب، أن ينتعش مشروع «رقابة المبتعثين» أكثر مع بروز شخصيات اخرى مشابهة للشيخ القعود، أو ان يتم ابتعاث مع كل 20 مبتعث موظف لضبط سلوكيات المبتعثين! * اعلامي وكاتب اقتصادي. [email protected]