استنكر مبتعثون للدراسة في الخارج تصريحات أطلقها أخيراً الداعية السعودي الدكتور علي حمزة العمري خلال برنامج «لقاء الجمعة» الذي يقدمه الاعلامي عبدالله المديفر على قناتي «روتانا خليجية» و«الرسالة»، وأكد فيه أن 90 في المئة من المبتعثين يشربون الخمر في بعض المناطق، وأن الحال وصل ببعضهم إلى الإلحاد. ووفق تقرير نشرته صحيفة الحياة اعده ازميل " عبدالله وافيه " فقد اعتبر المبتعث لدراسة الدكتوراه في جامعة ليدن الهولندية محمد السلمي، أن كلام الداعية العمري يسيء إلى سمعة أبناء الوطن الذين يسهرون ليل نهار من أجل طلب العلم ورفعة شأن بلدهم على حد قوله، مشيراً إلى أن الشيخ حسن بن قعود سبق العمري في تصريحات مشابهة، ثم خرج معتذراً عنه حين طولب بالدليل. وأضاف ل«الحياة»: «أين هذه المناطق التي يتحدث عنها العمري؟ وهل جرى ابتعاث طلاب منحرفين إلى هذه المناطق، وابتعاث مهتدين إلى مناطق أخرى؟». وطالب الجهات المعنية بالتحقيق فيما قاله العمري بحق أبناء الوطن، ومعاقبته في حال عدم قدرته على إثبات كلامه بالدليل «ليكف عن إلقاء التهم جزافا، لأننا سئمنا هذه التهم التي زادت همومنا ومعاناتنا في الغربة». من جهته، قال نائب الرئيس العام للأندية والمراكز التعليمية في المملكة المتحدة وأيرلندا عون الغامدي ل«الحياة»: «بعض مشايخنا الفضلاء لا يعي رياضياً أو إحصائياً معنى كلمة نسبة، فلو أخذنا بنسبة الدكتور العمري فهذا يعني انه يوجد 100 ألف مبتعث منحرف». وشدد على أن «سبب هذا الانحراف إن وجد، الوصاية من بعض رموز الدعوة على عقول شبابنا»، لافتاً إلى أنه ترأس اللجنة التنفيذية للمؤتمر السعودي الدولي الخامس الذي أقيم في المملكة المتحدة أخيراً، وأذهلت إنجازات العقول السعودية من حضروا من الغرب. وتابع: «كنت أتمنى وجود الشيخ العمري وغيره في هذا المؤتمر ليقف على حقيقة الطلاب المبتعثين»، داعياً إلى ملاحقة الداعية العمري قضائياً، أو أن يعتذر كما اعتذر ابن قعود قبله. وكان العمري قد أكد في حديث تلفزيوني لبرنامج «لقاء الجمعة»، أن 90 في المئة من الطلاب المبتعثين للدارسة في الخارج في بعض المناطق يشربون الخمر أو يتعاطون المخدرات، وأن بعضهم وصل لدرجة الإلحاد، مضيفاً: «من أراد التحقق من صحة كلامي فعليه تشكيل لجنة محايدة، والذهاب إلى المناطق التي زرتها»، وتابع العمري: «أعرف كليات لو سألت الشباب فيها أين تذهبون؟ لوجدت 20 طالباً، 15 طالب منهم يذهبون للخمارات». وختم العمري حديثه حول هذا المحور، متمنيا ًوجود لجنة محايدة لمتابعة شؤون المبتعثين في الخارج، وتطرقت الحلقة إلى عدد من المحاور منها محور العلاقات السعودية الإيرانية، ومحور مناهج التعليم بالسعودية والتي أبدى العمري اعتراضه على بعض مقراراتها. هذا التصريح أعاد للأذهان ما قاله الشيخ حسن بن قعود على قناة «بداية» التلفزيونية، في أحد البرامج: «كلما قابلت رئيس ناد أطرح عليه سؤالاً عن المبتعثين، وأكدوا جميعاً أن نسبة من يتعاطون الخمر من طلاب الابتعاث للبكالوريوس تتراوح بين 70 و90 في المئة»، مما فتح عليه عاصفة من الانتقادات وقتها، دفعته للخروج معتذراً عبر أحد القنوات عما قاله، وأصرّ وأقسم في اعتذاره على أن المعلومة عن نسبة من يتعاطون الخمور منقولة له من ثمانية رؤساء أندية طلاب التقاهم في بريطانيا، وهو أمر نفاه ل«الحياة» في وقت سابق رئيس جميع أندية الطلاب في بريطانيا الدكتور إبراهيم الصيني، إضافة إلى اثنين من رؤساء الأندية الذين التقوا القعود أثناء زيارته إلى عدد من المدن البريطانية في العام 2009.