رد عضو مجلس الشورى السابق وأستاذ التاريخ في جامعة الملك سعود الدكتور محمد آل زلفة على ما ذكره الداعية حسن القعود حول شرب 80% من الطلاب المبتعثين للخمور، بالقول: "هؤلاء حاربوا الابتعاث وما زالوا يحاربونه ولكنهم فشلوا". وأكد آل زلفة أن كلام القعود منطلق من دعاية كبيرة شنها أعداء ابتعاث الطلاب للخارج، منوهاً إلى أن الفشل في إثناء الدولة عن مشروع الابتعاث دفعهم للترويج لهذه الأقاويل والدعايات. وتساءل آل زلفة في تصريحه : هل من المعقول أن 80 % من طلابنا يتعاطون الخمر؟ وقال آل زلفة: "شبابنا هم أبناء أسر ومجتمع، يرفضون هذا الانحراف، والقعود يشكك في عمق انتماء هؤلاء الشباب وثقافة المجتمع السعودي، ويشكك أيضاً في مناهج الدولة الدراسية التي 40 % منها تحظى بالمنهج الديني، فلو ذكر نسبة معينة، فهذا معقول لأن كل بلد فيه ذلك". وتابع آل زلفة: "حتى في زمن الصحابة كان هناك من يحتسي الخمر في المدينةالمنورة، فهل نحكم على أهل المدينة وكل الصحابة والمجتمع أنهم جميعهم أو أكثرهم يحتسون الخمر؟". ولفت آل زلفة إلى أن مثل هذه الدعايات "إضرار بسمعة المناهج السعودية والخطاب الديني والمواطن السعودي" قائلاً: إنه كلام لا يصدقه العقل ومردود عليه، مبيناً أن مثل هذه الادعاءات "ما هي إلا تخويف للناس وإرهاب للفكر". وختم آل زلفة: "وإذا استمروا على هذا المنهج فسوف يفقدون جماهيريتهم وصدقهم". من جانبه , قال القعود رداً على تساؤل آ ل زلفة: "ليس من المعقول في 10 أيام أن أحسب نسبة الطلاب المبتعثين واحداً واحداً، الذين يتعاطون الخمر، ولكن الأمر هو أننا تقابلنا مع 8 من رؤساء الأندية هناك، وهم أناس لهم ثقلهم، وذكروا لنا ذلك". وأضاف: "كما أننا شاهدنا الواقع من قرب وقالوا وذكروا هذه النسب ولم يذكر واحد منهم أقل من 70 %، فكثير من أهل المعرفة لا يستغربون". وتابع القعود حديثه : "نحن اجتمعنا مع الطلاب وطلبوا منا إثارة هذه القضية لأن الأمر خطير، فحتى بناتنا كذلك، فهناك منكرات وشباب ولا يوجد ديانة، فليس من المستغرب ذلك، نحن لم نُثر هذه القضية إلا محبة وخوفاً على أبنائنا وليتنبه المجتمع له". ورد القعود على آل زلفة وعما قاله عنه: "لو قلت الشيخ الفلاني أو العالم الفلاني، أما آل زلفة فلو صبيت عليه الأدلة صباً لن يتغير، فكم حاولوا معه وكم حاوروه، ولكن لا فائدة". وأشار الشيخ القعود قائلا : " لو تبين لي أو اتضح لي خلاف ذلك فأنا مستعد أن اخرج في أي وسيلة إعلامية أو قناة فضائية للاعتذار وأقدم اعتذاري وأقول أنا أخطأت". وعن اتهام آل زلفة له بأنه من المحاربين للابتعاث، قال القعود: "نحن نسير على درب علمائنا ومشايخنا". ووجّه الداعية القعود في ختام تصريحه رسالة للدكتور آل زلفة قال فيها: "وفقك الله فقد أنبحت أصوات المشايخ والعلماء وطلبة العلم، وهم يذكرونك ويعظونك إلا أنك لا ترفع بالفتيا رأساً ولا تنقاد لها وكأنك أنت الوحيد المصح". وكان الداعية القعود قال إن ما يقارب 80 % من الطلاب المبتعثين للبكالوريوس في بريطانيا يتعاطون الخمور ويتركون الصلاة، منوهاً إلى أنه لاحظ ذلك خلال زيارة له إلى بريطانيا. وذكر القعود خلال البرنامج الديني "كلميتن ونص" الذي يُعرض على قناة بداية الفضائية، أنه تأكد من ذلك بنفسه خلال زيارته للأندية السعودية في مناطق مختلفة من بريطانيا. وأضاف القعود أنه تواجه مع رؤساء أندية في بريطانيا، حيث أكدوا جميعاً له أن نسبة من يتعاطون الخمر من طلاب الابتعاث للبكالوريوس تتراوح بين 70 إلى 90 %. وقال القعود: "الأساتذة هناك يحثون الطلاب للذهاب إلى البارات والمقاهي الليلية لتعلم اللغة الإنجليزية". كما طالب أيضاً بعدم سفر الطلاب إلى الابتعاث إلا بعد موافقة أهل العلم وسؤالهم والاستئذان منهم. ووجه القعود حديثه لأولياء الأمور قائلاً: "اتقوا الله في فلذات أكبادكم، وستسألون عنهم حين تقفون بين يدي الله، فاذهب بنفسك واسأل عنه".