إسلام آباد - أ ف ب - توجه رئيس الاستخبارات الباكستانية احمد شجاع باشا إلى واشنطن أمس، لإجراء محادثات مع مسؤولين أميركيين تتناول العلاقات بين البلدين الحليفين التي شهدت تدهوراً جديداً أخيراً، بعد إعلان واشنطن تعليق ثلث مساعداتها العسكرية السنوية لباكستان. وأعلن الناطق باسم الجيش اللواء اطهر عباس أن شجاع باشا سيناقش موضوع التنسيق الاستخباراتي، علماً أن باكستان كانت أمرت عشرات المدربين العسكريين الأميركيين بالرحيل اثر قتل وحدة كوماندوس أميركية زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن على أراضيها في الثاني من أيار (مايو) الماضي. وكان وزير الدفاع الباكستاني احمد مختار هدد اول من امس بسحب القوات الباكستانية من مناطق الحدود مع أفغانستان، رداً على تعليق المساعدات الأميركية، ما يضرب عرض الحائط المطالب الأميركية بفتح الجيش الباكستاني جبهات جديدة ضد «القاعدة»، ويزيد التوترات مع واشنطن. لكن الجيش الباكستاني لم يؤكد هذا التهديد مكتفياً بتعهد مواصلة مكافحة الإرهاب في إطار المصلحة الوطنية للبلاد. وتوقع مراقبون في باكستان أن تطلق المحادثات مجدداً التعاون الأمني بين الولاياتالمتحدة وإسلام آباد. وقال مسؤول امني إن «باكستان تريد إبرام عقد مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي إي أي) يحدد أطراً رسمية للتعاون الاستخباراتي في إطار الحرب على القاعدة المستمرة منذ عقد، ما يمنع تنفيذ القوات الأميركية عمليات أحادية مماثلة لتصفية بن لادن»، علماً أن البيت الأبيض اعلن انه يحتفظ بحق التحرك مرة اخرى إذا اقتضى الأمر. وتتخوف باكستان أيضاً من تولي قائد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس الأسبوع المقبل منصب مدير ال «سي آي أي» لأنه غير مؤيد لباكستان». وتطالب واشنطن باتخاذ اجراءات حاسمة ضد الشبكات الإرهابية، لكن محللين يحذرون من أن قطع المساعدات سيثبط عزم باكستان على فتح جبهات جديدة.