بعد أيام على تنفيذ واشنطن طلب إسلام آباد اجراء خفض كبير في عدد العسكريين الأميركيين الذين يدربون قوات حرس الحدود الباكستانية لمواجهة الجماعات المسلحة في منطقة القبائل، ومغادرة حوالى 90 منهم البلاد، وهو ما اعتبرته ادارة الرئيس باراك اوباما نذير شؤم في علاقاتها مع المؤسسة العسكرية الباكستانية، اجرى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ليون بانيتا والذي سيتولى منصب وزير الدفاع الأميركي الشهر المقبل، زيارة غير معلنة لإسلام آباد تهدف الى تأكيد التعاون الثنائي العسكري بعد توتر العلاقات بين البلدين إثر قتل قوات كوماندوس اميركية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد الباكستانية. وكشف مسؤولون عسكريون باكستانيون ان بانيتا ابلغ قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني ومدير الاستخبارات العسكرية اللواء احمد شجاع باشا قلق بلاده من خفض عدد الجنود الاميركيين في بلدهما، لكنه تبلغ منهما بأن وجود قوات اميركية على اراضي باكستان امر «غير مسموح»، فيما اصدر الجيش الباكستاني لاحقاً بياناً أفاد بأن «الجانبين ناقشا اطار عمل لتبادل المعلومات الاستخباراتية في المستقبل». ويعني ذلك وضع حدود واضحة لتنسيق التعاون مع الولاياتالمتحدة التي اعترفت سابقاً بعدم ابلاغ إسلام آباد بالعملية ضد بن لادن، ما احرج الاجهزة العسكرية الباكستانية. وأشارت مصادر باكستانية اخرى الى ان بانيتا طلب تسلم بلاده أفراد عائلة بن لادن الذين اعتقلوا في أبوت آباد لاستكمال التحقيق معهم، و «هو ما رفضته باكستان من دون ان تمنع وصول محققين أميركيين لاستجواب زوجات بن لادن في حضور مسؤوليها». كذلك، ناقش بانيتا مستقبل القوات الأميركية في افغانستان بعد الموعد الذي حدده الحلف الأطلسي (ناتو) لسحب قواته من أفغانستان نهاية عام 2014، علماً ان الرئيس أوباما سيُلقي قريباً خطاباً لتحديد سياسته الجديدة حيال الوضع الأفغاني، وموعد بدء الانسحاب التدريجي لجزء من قوات بلاده من أفغانستان المقرر الشهر المقبل. وكان بانيتا أبلغ الكونغرس الذي سيُصادق على تعيينه أن بلاده تبذل ما في وسعها للحفاظ على علاقتها المعقدة مع باكستان، مؤكداً أن واشنطن «لن تنجح في أفغانستان اذا لم تنجح في باكستان التي توفر الملاذ الآمن للهجمات عبر الحدود». وفي مؤتمر صحافي اعقب لقاءه الرئيس الأفغاني حميد كارزاي في إسلام آباد، أكد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني استعداد بلاده لتنفيذ كل ما يلزم لتحقيق السلام في أفغانستان التي «يصب استقرارها في مصلحتنا». وفيما أعلن ان «الحرب على الإرهاب» تؤثر سلباً على باكستانوأفغانستان، شدد على ان التطرف جعل البلدين رهينة، وحض على تنفيذ عملية مشتركة ضد المسلحين.