إسلام آباد، واشنطن، بكين - أ ف ب، رويترز، يو بي آي – قتل شرطيان باكستانيان وجرح خمسة آخرون في هجوم شنه حوالى 70 من عناصر حركة «طالبان» أو جماعة «عسكر الإسلام» تزودوا أسلحة رشاشة وقاذفات صواريخ على مركز أمني في منطقة سارباند بإقليم معبر خيبر الحدودي مع أفغانستان أمس. ونجحت القوات الحكومية في صد الهجوم الذي استمر نحو ساعة، وانتهى بفرار المسلحين الذين ألقوا قنابل يدوية على المركز وأطلقوا صواريخ، ما دفع مسؤولين أمنيين الى تأكيد أن مخطط الهجوم وضع في شكل جيد. وتوعدت «طالبان باكستان» المتحالفة مع تنظيم «القاعدة» بالانتقام لمقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن على يد قوات كوماندوس أميركية في بلدة أبوت آباد القريبة من إسلام آباد في الثاني من الشهر الجاري، خصوصاً عبر تكثيف حملة اعتداءاتها على الحكومة وقوات الأمن. وفي إقليم بالوشستان (جنوب غرب) المحاذي للحدود مع أفغانستان وإيران، قتل أربعة مسلمين شيعة أحد المارة برصاص أطلقه مسلحان. لكن أي جهة لم تتبنَ الهجوم في الإقليم الذي يشهد غالباً أعمال عنف طائفية بين الأقلية الشيعية والغالبية السنية. ومع استمرار العلاقات المتوترة بين إسلام آباد وواشنطن اثر عملية تصفية بن لادن، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن بلادها تجهد للتوصل إلى تفاهم مع باكستان في شأن السبل الأفضل للمضي قدماً. وقالت: «تحدثت في الأيام القليلة الماضية مع كبار القادة الباكستانيين، وبينهم الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني، والواضح أن لديهم مخاوف مهمة وأسئلة عدة لا بد من معالجتها والعمل على توفير إجابات عليها». وبعد عودته من زيارة لباكستان، أعلن السناتور الأميركي جون كيري بأن إسلام آباد باشرت أربعة تحقيقات منفصلة في ظروف حياة وموت بن لادن على أراضيها، مؤكداً أن رئيس الاستخبارات الباكستانية أحمد شجاعة باشا تعهد إبلاغه عن احتمال معرفة أي مسؤول في جهازه بوجود بن لادن في البلاد. ويجري التحقيقات الجيش الباكستاني وجهاز الاستخبارات ولجنة مدنية شكلها البرلمان، إضافة الى القوات الجوية الباكستانية الذي يريد توضيح كيفية دخول مروحية أميركية الأجواء الباكستانية وصولاً الى منزل بن لادن الذي يبعد 50 كيلومتراً فقط عن العاصمة الباكستانية من دون رصدها. وأمل كيري في كلمة ألقاها أمام مجلس الشيوخ، بأن تعزز الولاياتالمتحدةوباكستان علاقاتهما، وقال إن «باكستان تعتمد على المساعدات الأميركية كي تستطيع محاربة التطرف». الى ذلك، اعتبر رئيس الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي هاري رايد أن بلاده يجب ألا توقف مساعدتها لباكستان بعد التوترات التي أعقبت العملية الأميركية لتصيفة بن لادن. وقال: «نحن في مرحلة صعبة، ويجب أن نرى إذا كنا نستطيع تحسين العلاقات مع باكستان، فيما ليس الوقت حالياً لعرض العضلات». ودعا الى «التحفظ «عن الإدلاء بتعليقات خاصة بوقف الأموال الأميركية المخصصة لباكستان، مذكراً بأن أي قرار حول باكستان يجب أن يكون مدار مناقشات في الكونغرس ومناقشات مع الإدارة الأميركية. وفي بكين، كرر رئيس الوزراء الباكستاني جيلاني إشادته ب «الصداقة الثابتة» بين بلاده والصين، في مقابل التوتر بين بلاده وواشنطن بعد مقتل بن لادن. وأثنى على الدعم الصيني «الكبير» لمكافحة الإرهاب في بلاده من دون أن تتساءل بخلاف الولاياتالمتحدة حول حصول بن لادن على مساعدات طيلة فترة اختبائه في باكستان. وتعتبر الصين المزود الرئيسي للأسلحة الى باكستان التي تعتبرها حليفاً مهماً ضد الهند التي عززت علاقاتها مع الولاياتالمتحدة في السنوات الأخيرة. في أفغامستان، قتل 13 شخصاً وجرح 20 آخرون في هجوم شنه انتحاري عبر صدم سيارة مفخخة قادها، بحافلة صغيرة أقلت متدربين من الشرطة أمام مركز للجمارك في مدينة جلال آباد بواتية ننغرهار شرق أفغانستان أمس. وأعلنت حركة «طالبان» مسؤوليتها عن الاعتداء.