مونتريال - أ ف ب - يؤكد عازف العود التونسي أنور براهم، الذي فتن رواد مهرجان مونتريال الدولي للجاز بعزفه الحالم، أنه اكتشف «التنوع أولاً في الموسيقى العربية». وقدّم براهم ثلاث حفلات: «ثمار» مع عازف الكونترباص دايف هولاند وعازف الكلارينيت جون سورمان، و «رحلة سحر» مع عازف الاكورديون جان لوي ماتينييه وعازف البيانو فرنسوا كوتورييه، و «عينا ريتا الخلابتين» مع عازف الكلارينيت كلاوس غيزينغ وعازف الباص بيورن ميير. يقول براهم إن «الموسيقى العربية متعددة المصادر، فثمة جمل موسيقية فولكلورية مغربية قريبة جداً من الأنغام الأفريقية، والموسيقى الشعبية في اليمن ليست بعيدة من الموسيقى الآسيوية لا سيما الهندية. وهناك القرب أيضاً مع تركيا. فأنا اكتشفت التنوع أولاً في الموسيقى العربية». وإذ يخص بإعجابه عازف العود محمد القصبجي، فقد عبّر عن حزنه لأن «الأوركسترا العربية عندما توسعت، فَقَد العود من أهميته مع أنه كان أساسياً في التخت الشرقي، وراحت الفرق تزيد من عازفي الكمان والكونترباص والفيولونسيل». ومن ثم أحدث العراقي منير بشير ثورة مع إعادة العود إلى مجده بفضل فن التقسيم أو الارتجال. فتحول عازف العود إلى عازف منفرد. ويتابع براهم (53 عاماً) قائلاً: «أنا أندرج في هذا الخط... لكن خلافاً لما قام به عازفون سبقوني أردت أن أعزف مقطوعاتي الخاصة». وبالحديث عن الحرية، ماذا عن الحياة في ظل عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي؟ يقول براهم: «الوضع كان معقداً. كنت أحرص على الحفاظ على استقلاليتي واستقامتي الأخلاقية. وفي الوقت ذاته كنت أعتبر أن المواجهة تعني إما العيش في الخارج أو أن أمنع من مغادرة البلاد»، مضيفاً أن «الثورة مسّتني في الصميم». فهل تشكل اليقظة العربية مصدر إلهام لألبومه المقبل؟ يؤكد براهم: «لا أميل إلى استغلال هذا الحدث، وحتى لو فعلت شيئاً في هذا الصدد سأحاول أن أبقى كتوماً».