واشنطن، لندن، كابول – «الحياة»، أ ف ب - حذر رئيس الأركان الأميركية المشتركة مايكل مولن من «أخطار» خطط الرئيس الأميركي باراك أوباما لسحب قوات من أفغانستان، معتبراً أن هذه الخطط «تتجاوز المدى الذي كنا نتوقعه وتنطوي على أخطار أكثر مما كنا مستعدين للقبول به». وقال مولن في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس أمس، إن «النهج الأسلم هو بالتأكيد تأمين مزيد من القوات لمزيد من الوقت، لكنه ليس بالضرورة النهج الأفضل». واستدرك ان «الرئيس وحده هو الذي يمكنه في نهاية المطاف، تحديد المستوى المقبول من الأخطار التي علينا تحملها، واعتقد بأنه فعل ذلك». وكان أوباما اعلن انه سيسحب 33 ألف جندي أميركي من أفغانستان بحلول الصيف المقبل، ما قوبل بترحيب في عواصم التحالف وسارعت باريس وبرلين ولندن الى إعلان خطوات مماثلة، تمهد لتسلم القوات الأفغانية مسؤولية الأمن في بلادها وقال رئيس الأركان الأميركية أنه لا يود الخوض في «النصيحة الخاصة» التي قدمها إلى أوباما في هذا الشأن، لكنه أبلغ نواب الكونغرس بأن «قرارات الرئيس تتجاوز المدى الذي كنا نتوقعه وتنطوي على أخطار اكثر مما كنا مستعدين للقبول به في بداية الأمر». في الوقت ذاته، جددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تأكيدها إمكان التوصل الى حل سياسي في أفغانستان، مشيرة الى ان الولاياتالمتحدة تجري اتصالات أولية مع «طالبان». وقالت كلينتون في مجلس الشيوخ: «نعتقد بأن التوصل الى حل سياسي ممكن. وللولايات المتحدة نطاق واسع من الاتصالات على كثير من المستويات في أنحاء أفغانستان والمنطقة، بما في ذلك اتصالات أولية جداً مع أعضاء من طالبان». وأضافت: «هذا جزء من الجهود الرامية لوضع حد للتمرد» في ذاك البلد. كذلك أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، الذي زار كابول مع وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد، ان لندن على اتصال بمقاتلي «طالبان» للمساعدة في تمهيد الطريق نحو سلام في أفغانستان. وقال هيغ ل «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) إن «بلاده كانت في طليعة الداعين الى مصالحة في أفغانستان»، كما افاد بيان عن زيارة الوزيرين البريطاني والاماراتي «ان عملية سياسية تقودها افغانستان، مع دعم وتأييد العالم الاسلامي ودول المنطقة ومن ضمنها باكستان، ستلعب دوراً اساسياً في التسوية». في كابول، رحب الرئيس حميد كارزاي بالانسحاب الوشيك للقوات الأميركية من أفغانستان، وحض مواطنيه على تحمل مسؤولية أمن بلادهم. وأضاف في مؤتمر صحافي أن قرار أوباما خطوة جيدة لمصلحة الجانبين الأميركي والأفغاني. وهنأ مواطنيه بهذا القرار. لكن حركة «طالبان» اعتبرت إعلان أوباما رمزياً، واشترطت انسحاباً فورياً وشاملًا للقوات الأجنبية لوقف ما سمته «سفك الدماء الذي لا طائل منه «. ولم تتطرق الحركة في بيان لها، الى اعلان واشنطنولندن وجود اتصالات أولية معها.