اتهمت القيادية في المعارضة السورية سهير الأتاسي روسيا اليوم (الثلثاء)، بمحاولة فرض «تغيير ديموغرافي» في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة في سورية، بتخيير السكان بين الاستسلام أو الرحيل. وأضافت: «سياسة الأرض المحروقة ودفع الأهالي إلى الاستسلام أو خيار التهجير القسري والتغيير الديموغرافي هو ما يمثله اليوم العرض الروسي». والأتاسي عضو في اللجنة العليا للمفاوضات التي كانت تمثل المعارضة السورية. وأعلن الجيش الروسي اليوم انه يسمح للفصائل المقاتلة بمغادرة الغوطة عبر ممر الوافدين الإنساني مع عائلاتهم وأسلحتهم خلال الهدنة الإنسانية اليومية، وفق ما أفادت وكالات الأنباء الروسية. وقال الجنرال في الجيش الروسي فلاديمير زولوتوخين: «هذه المرة فتح الممر الإنساني ليس فقط لمدنيي الغوطة الشرقية وإنما للمقاتلين مع عائلاتهم. لقد سمح لأفراد التنظيمات المسلحة غير الشرعية بحمل أسلحتهم الشخصية». وفي السياق، طلبت فرنسا وبريطانيا عقد اجتماع طارىء لمجلس الامن لبحث فشل تطبيق وقف اطلاق النار الذي أقره المجلس لمدة 30 يوماً في سورية، بحسب قال ديبلوماسيون. ويتوقع ان يعقد المجلس اجتماعاً الاربعاء لبحث الضربات الجوية والاشتباكات المتواصلة في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة، على رغم وقف اطلاق النار الذي طلبه مجلس الامن قبل عشرة أيام. إلى ذلك، دعا الأردن إلى «وقف فوري» لإطلاق النار في الغوطة الشرقية، مؤكداً أن «إنهاء معاناة الشعب السوري أولوية يجب العمل على تحقيقها»، وفق وزير الخارجية أيمن الصفدي. وأشار الصفدي بعد لقائه الأمين العام ل «حلف شمال الأطلسي» ينس ستولتنبرغ، إلى ان «الوضع الكارثي في الغوطة ومعاناة أهلها يجب ان تتوقف عبر وقف فوري لإطلاق النار». وجدد الصفدي موقف بلاده بأنه «لا حل عسكرياً للأزمة وإن الحل سياسياً، يجب تسريع جهود التوصل إليه وتكثيفها لوقف الكارثة الإنسانية». ودعا الصفدي، في تصريحاته التي أوردتها «وكالة الأنباء الأردنية»، الى «تكاتف كل الجهود للتوصل إلى حل سياسي يقبله الشعب السوري وعلى أساس قرار مجلس الأمن 2254 وعبر مسار جنيف». وتشن قوات النظام السوري منذ 18 شباط (فبراير) الماضي، حملة عسكرية في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق أدت الى مقتل حوالى 770 شخصاً. وإلى جانب الحملة الجوية العنيفة المستمرة منذ أكثر من أسبوعين، يشنّ الجيش السوري هجوماً برياً ازدادت وتيرته تدريجياً، وتركز على الجبهة الشرقية. وتزامن مع هدنة أعلنت عنها روسيا وبدأت قبل أسبوع، وتسري يومياً لخمس ساعات يُفتح خلالها ممر عند معبر الوافدين، شمال شرقي مدينة دوما لخروج المدنيين. وبات الجيش السوري يسيطر على 40 في المئة من هذه المنطقة المحاصرة. ومن جانب آخر، أكد الصفدي «أهمية برامج التعاون بين الأردن وحلف شمال الأطلسي في تعزيز القدرات الدفاعية وتطويرها». وأكد ستولتنبرغ أن «الحلف يريد تعزيز التعاون مع الأردن، الذي يمتد لأكثر من 20 عاماً، عبر تقوية عدد من برامج التعاون والشراكة والتدريب التي تجمعهما وتطويرها»، مشدداً على أهمية «الدور الأساس للمملكة في الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب عسكرياً وأمنياً وفكرياً». ووفق الوكالة فإن الجانبين «أتفقا على زيادة برامج التواصل السياسي والدفاعي لتقوية شراكتهما الإستراتيجية». ووصل الأمين العام للحلف إلى الأردن اليوم قادماً من العراق في إطار جولة له في المنطقة. وفي جنيف، ذكرت الأممالمتحدة أنها تعتزم إرسال قافلة مساعدات أخرى لمنطقة الغوطة الخميس المقبل بعدما لم تستطع 14 من 16 شاحنة إفراغ حمولتها بالكامل أمس بسبب قصف مدينة دوما. وقال المسؤول في مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه في إفادة صحافية اليوم: «بعد نحو تسع ساعات في الداخل، تم اتخاذ قرار بالمغادرة لأسباب أمنية وتجنب المخاطرة بسلامة الفرق الإنسانية على الأرض». وأفاد المسؤول في منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) كريستوف بوليراك بأن العيش تحت الأرض أصبح هو المعتاد في الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة ويقطنه حوالى 400 ألف شخص، مع إقامة بعض الأسر خلال الشهر الماضي في الأقبية التي كان بعضها يؤوي 200 شخص. وأضاف أن ما لا يقل عن ألف طفل قتلوا أو جرحوا في أنحاء سورية منذ بداية العام.