أعلنت روسيا أمس أنها تعارض أي قرار من مجلس الأمن الدولي ضد سورية لتصعد تهديدها باستخدام حق النقض "الفيتو" ضد مسودة قرار يدعمه الغرب لإدانة قمع السلطات السورية للاحتجاجات، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه استنفاد كل وسائل الحوار مع دمشق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشفيتش في إفادة للصحفيين بموسكو "روسيا تعارض أي قرار من مجلس الأمن الدولي ضد سورية". وأضاف "لا نرى أن قضية سورية يجب أن تكون محل بحث في مجلس الأمن ناهيك عن تبني قرار من أي نوع بشأنها.. الوضع في هذا البلد من وجهة نظرنا لا يمثل تهديدا للسلام والأمن الدوليين". وتقدمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا بمشروع قرار يدين سورية في مجلس الأمن الدولي بينما تسعى الولاياتالمتحدة وحلفاؤها إلى زيادة الضغط على دمشق. وفي هذا الإطار، دعت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس السلطات السورية إلى وقف الهجمات على المدنيين، وأبدت أسفها إزاء "لجوء أي حكومة لقمع مواطنيها لإرضاخهم". وأضافت في بيان "نتلقى مزيدا من التقارير المفزعة التي تشير إلى مواصلة الحكومة السورية قمع المتظاهرين المدنيين بلا أي رحمة". وأضافت "من المؤسف تماما أن تلجأ حكومة إلى قمع مواطنيها من أجل إرضاخهم، باستخدام الدبابات والمدفعية والقناصة". وناشدت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان الدول المحيطة بسورية أن تُبقي حدودها مفتوحة أمام اللاجئين وعدم إعادتهم إلى بلادهم. ويتعرض النظام السوري لضغوط دولية متزايدة "لوقف القمع الدموي لحركة الاحتجاج" التي دعت إلى تظاهرات جديدة اليوم. وأسفر تدخل الجيش بعنف في الأيام الأخيرة في مدينة جسر الشغور إلى فرار أكثر من ألف سوري بينهم جرحى إلى تركيا. وقال ناشط حقوقي إن 60 شاحنة ودبابة على الأقل وأكثر من عشر آليات لنقل الجنود توجهت من مدينة حلب إلى جسر الشغور. وأضاف أن متظاهرا قتل وجرح ستة آخرون على الطريق الرئيسية بين حلب وإدلب بينما كانوا يرشقون القافلة بحجارة. وذكرت صفحة "الثورة السورية 2011" على موقع فيس بوك أن "كل العشائر من البداية مع كل ثائر. العشائر تأبى الذل والهوان والضيم والعدوان". ودانت الحكومة السورية تصريحات وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، مؤكدة "رفضها لأي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية". وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية والمغتربين السورية أن "سورية ترى في هذا التصريح عودة لمناخات عصر الاستعمار القديم". ولفت إلى أن "سورية مصممة على مواصلة مهام الإصلاح تلبية لإرادة الشعب السوري وبمعزل تام عن تقييمات ومواقف خارجية لا مكان لها في شؤون سورية الداخلية".