قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ألستر بيرت، إنّ على الرئيس علي عبدالله صالح البقاء في المملكة العربية السعودية، لأن ذلك «سيكون مدخلاً لتسوية النزاع اليمني، ولإعطاء فُرصةً للمُبادرة الخليجيّة كي تنجح». وأضاف خلال حديث إلى «الحياة»، أن «مجموعة أصدقاء اليمن ستبدأ من الآن الإعداد للمَرحَلة الانتقالية». وأوضح أن»أفضل خطّة (للتسوية) هي المُبادرة الخليجية، ويبدو أنّ الجُهود المُضنيَة الّتي بذلتها دول مجلس التعاون الخليجي والأمين العام الدكتورعبد اللطيف الزيّاني، نجحت الى حدٍّ كبير في الوصول الى حلّ للمشكلة التي تبدو صَعبَة جداً. ومن المؤسف أنّ الرئيس (علي عبدالله صالح) لم يوقّعها». وأعرب الوزير البريطاني عن قلق بلاده وبلدان أخرى من احتمال «وقوع خطأ غير مقصود على الحدود الإسرائيلية مع لبنان وسورية، يتحول إلى نزاع جِدّي» مضيفاً: «ليست هناك أدلة تُشير الى أن إسرائيل تحرض (في الداخل السوري)، بل إن بعض العناصر في سورية تعمل على تحويل الأنظار عما يجري في الداخل، وتركز على ما يجري على الحدود». وزاد أن «ما نُحاول القيام به اليوم هو مُحاولة الوصول الى اتفاق أعضاء مجلس الأمن كلهم، فالوضع السوري غير الليبي، وليس هناك توافق عربي ودولي حول سورية حتى الآن». وكرّرَ بيرت موقف وزير الخارجية وِليَم هيغ، أنّ «الوقت يَمُرّ وعلى الرئيس بشار الأسد التنحي أو البدء بتنفيذ الإصلاحات التي وعد بها، بالفعل لا بالقول»، رافضاً تأكيد وجود لقاءات بين حكومته وبين المُعارضة السورية أو نفيه. واعترف بأن بلادَه تُصَعِّد حربَها بواسطة الحلف الأطلسي على نظام العقيد معمر القذافي، باستخدامها طائرات «أباتشي»، وهي «دقيقة في أهداف دقيقة ومُحَدَّدة، رافضاً إعطاء مُدة زمنية لانتهاء نظام القذافي. وأكد أن «الخطر الأكبر الذي يُهَدّد المنطقة هو الخطر الإيراني»، مُشيراً الى «معلومات أكيدة لدى حكومته، أن عناصر عسكرية إيرانية تُساعد قوات الجيش السوري في قمع التظاهرات. ونَدّد ب «التدخل الإيراني في أماكن أخرى في المنطقة، مثل العراق وأفغانستان ولبنان والبحرين... ونعتقد أن إيران تريد أن تعطي انطباعاً للعالم بأن الجميع يختبئ خوفاً من عظمتها وقدراتها، وهذا غير صحيح وغير دقيق، بل الحقيقة هي العكس، لأن كل دول المنطقة تعلم عن كثب حقيقةَ الوضع داخل إيران. الوضع مهزوز من جذوره، هو ضعيف ومُهتَرئ، بل إنه مبني على أُسس غير سليمة، وأنا هنا أتحدث عن النظام الإيراني، وليس الشعب». ودعا البحرينيين «جميعاً الى استجابة دعوة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للحوار، لأنه الطريق الوحيد لعودة الأمن والاستقرار والازدهار إلى البحرين»، مشدّداً على أهمية مشاركة المعارضة ب «كل أطيافها في هذا الحوار»، ودعا «الجميع الى احترام حقوق الإنسان... سعينا طوال فترة الاضطرابات الى حض الحُكومة البحرينية والجميع على احترام حقوق الإنسان، وعلى التعامل بإيجابية مع دعوة ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة للحوار، والتي أتت مدعومة من الملك. ولا ينفع المُعارضة عدم مُشاركتها في الحوار». ونفى أن يكون لبلاده أيُّ دور في نشر الثورات العربية أو تأجيجها، معتبِراً إياها «إرادة شعبية بحتة، تقدَّر وتحترَم». وعن احتمال أن تُفرِز هذه الثورات أنظمة إسلامية متطرفة، قال: «إذا كانت هذه إرادةَ الشعب، فلتكن، لكن هذه الأنظمة لا بد أن تكون قمعية وفاسدة، وسيُسقطها الشعب، كما أَسقط من قبلها».