اكد المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي، الذي بدأ أعماله في الآستانة عاصمة كازاخستان أمس، توجه الدول الإسلامية نحو لعب دور أكبر في الاقتصاد العالمي والتصدي لإفرازات أزمة المال العالمية وأثرها على اقتصاداتها، من خلال «التأكيد على الشراكة الاقتصادية والاضطلاع بدور مؤثر في الاقتصاد العالمي، وصوغ منهج اقتصادي يمكّن الدول الإسلامية من مواجهة تحديات العولمة التي تجتاح العالم». واعتبر أن من أولوياته، تعزيز دور سيدات الأعمال والشباب في ميدان العمل الاقتصادي في الدول الإسلامية، من خلال تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودعمها. ودعا رئيس وزراء كازاخستان كريم ماسيموف، في افتتاح أعمال الدورة السابعة للمنتدى إلى «تطوير التعاون بين اقتصادات الدول الإسلامية وتعزيزه، بما يمكنها من المساهمة في شكل فاعل في التنمية العالمية». ورأى أن الدول الإسلامية ومن بينها كازاخستان «حققت التعاون الاقتصادي في ما بينها، وتمتلك إمكانات كبيرة تمكنها من لعب دور مؤثر في الاقتصاد العالمي، وصوغ منهج اقتصادي يمكن الدول الإسلامية من مواجهة تحديات العولمة التي تجتاح العالم». وشدد على أن «أي تقدم تنشده الدول الإسلامية في المرحلة المقبلة، يجب أن يأخذ في الاعتبار دمج قوة عمل سيدات الأعمال والشباب من رجال الأعمال في عملية التنمية التي تشهدها الدول الإسلامية». ولفت إلى أن كازاخستان التي «استقلت منذ عشرين سنة فقط حققت إنجازات كثيرة في وقت قياسي لترميم اقتصادها وتصحيحه، وتعمل بجدية للنهوض باقتصادها الوطني، بعدما تمكنت بنجاح من التحول من الاقتصاد المركزي إلى اقتصاد السوق». وأكد أن كازاخستان «تمكنت خلال هذه الفترة من رفع مستوى المعيشة بمعدل 12 ضعفاً عما كان عليه قبل الاستقلال، ووصل مستوى دخل الفرد إلى تسعة آلاف دولار العام الماضي، وسُجل نمو 7 في المئة سنوياً، وتعمل على خفض معدل البطالة التي تقل حالياً عن مستوياتها في الولاياتالمتحدة وبريطانيا». ولفت إلى أن «أكثر من 8000 شركة أجنبية تعمل حالياً في كازاخستان»، مرحباً ب «الاستثمار الأجنبي لتنمية القطاعات الاقتصادية». وأعلن أن حكومته «توفر المناخ الاستثماري الجيد وأشكال الدعم التي تمكّن المستثمرين من انجاز أعمالهم في المجالات الاقتصادية». وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصناعة والتكنولوجيا الحديثة الكازاخستاني أسيت اسيكيشوف، وهو رئيس الدورة الحالية للمنتدى، أن الهدف الرئيس للمنتدى «يتمثل في تحقيق الشراكة والتكامل بين اقتصادات الدول الإسلامية». وأكد أن كازاخستان التي ترأست العام الماضي منظمة التنمية والتعاون في أوروبا وسترأس منظمة المؤتمر الإسلامي نهاية هذا الشهر، «ستعمل بكل جهد لتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية وتنشيط الحوار الاستثماري بين هذه الدول». وعرض اسيكيشوف، تجربة كازاخستان في التحول نحو اقتصاد السوق، لافتاً إلى «اعتماد برنامج جديد للتنمية (2020) لدعم الصناعة وتشجيع الاستثمارات، ويُعدّ حالياً لإنشاء مركز إقليمي لممارسة الصيرفة الإسلامية وأصدرت قرارات لهذا الغرض». وأكد نائب رئيس الوزراء الكازاخستاني، أن كازاخستان «تعمل على تطوير علاقاتها الاقتصادية مع دول الشرق الأوسط وشرق آسيا بما يساهم في إيجاد سوق واسعة تمكنها من الترويج لمنتجاتها والحصول على منافع اقتصادية، خصوصاً في مجالات الطاقة والزراعة والخدمات العامة والتكنولوجيات والصحة». واعتبر الأمين العام للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي تون موسى، أن الدورة الحالية للمنتدى «تحظى بأهمية خاصة كونها تأتي في ظل متغيرات اقتصادية عالمية فرضت تحديات أمام اقتصادات الدول الإسلامية». وأشار إلى أن «هذا البلد الإسلامي الذي يشهد نهضة حديثة يمكنه أن يوفر منصة مهمة لتنشيط التعاون والشراكة بين اقتصادات الدول الإسلامية». وشدد على أن المنتدى في دورته الحالية «يكتسب أهمية خاصة من خلال التأكيد على المشاركة النسائية والشبابية في أعماله، بهدف تعزيز دور سيدات الأعمال والشباب في النشاط الاقتصادي في الدول الإسلامية». وقال: «إن من الأهداف الرئيسة للمنتدى تعزيز دور المرأة في سوق العمل ومشاركتها في تطوير اقتصادات الدول الإسلامية والاستفادة منها كقوة بناءة». وأعلن أن المنتدى «يشكل نافذة مهمة لتطوير الاقتصاد الإسلامي»، ورأى ضرورة «التعاون والتكامل بين الاقتصادات في الدول الإسلامية وتبادل الخبرات في هذا المجال».